في علاقات المجتمعات بعضها ببعض تؤكد الكثير من الدراسات الحديثة أن الإيجابية والتفاعل البناء الذي يصاحبه صدق التعامل يعد من أهم الركائز التي تنطلق من خلالها المجتمعات المحترمة نحو آفاق رحبة من التنمية المجتمعية نظراً لما تمثله من ضرورة ملحة تستدعيها جميع الظروف والمراحل التي يمر بها أي مجتمع في هذه الدنيا سابقاً كان أم لاحقاً، لما بين هذه المجتمعات نفسها من وشائج يجب وجوباً ضرورياً لا يقبل التأخير أن تكون مسيجة بسياج هذه العلاقات الإيجابية التي يعود نفعها على المجتمعات نفسها، الأمر الذي يؤدي إلى ازدهار هذه المجتمعات بما يمكن تسميته بثقافة الرقي والسمو، وإصلاح الأمور في إطار حفظ الحقوق وتأدية الواجبات، وكلها طرق تؤدي إلى إكساب المجتمعات مناعات ووقايات وحصانات ضد التعاملات الفوضوية التي لم تجن منها المجتمعات سوى الفوضى وتسيد العشوائية، وتربع المزاجيات غير المنضبطة جميع جوانب حياتنا.
في هذا السياق كم كان رائعاً ومشهداً جميلاً، وتعبيراً نبيلاً, موقف النقابات العمالية التابعة لشركات هائل سعيد أنعم وهم ينظمون وقفة احتجاجية تضامنية تنديدية، احتجت النقابات فيها على حالة الانفلات الأمني الذي أدى إلى اختطاف نجل الأستاذ المحترم/ منير أحمد هائل، وانفلات كان من نتائجه أيضاً في سابقة غير معهودة على المجتمع اليمني التقطع لرجل الخير الوالد/ عبدالجبار هائل سعيد، ووقفة تضامنية مع المجموعة في التقطع للقيادات واختطاف أبناءها، ووقفة تنديدية بالخاطفين الذين ارتكبوا عملهم كنوع من الابتزاز لرأس المال الوطني لتطفيشه من تأدية دوره الوطني الاستثماري..
وقد كان يوماً مشهوداً انطلاق النقابيين من أمام فندق ديلوكس في مسيرة عمالية دعت إليها النقابات للتضامن مع الوالد/ عبدالجبار هائل سعيد أنعم، والتنديد باختطاف محمد.. موقف ترك أثراً بالغاً لدى المجموعة التي قامت بشخص الوالد عبدالجبار هائل سعيد من دعوة رؤساء النقابات ووضعهم أمام حادثتي التقطع والاختطاف.
وفي اللقاء أكد المجتمعون على وقوفهم الكامل والتضامني مع قيادات المجموعة ضد أعمال التقطع والاختطاف التي تخدم الفوضى وتعزز من الانفلات الأمني.. كما أكدوا أن استهداف رأس المال الوطني إنما هو استهداف مباشر للعمال في أرزاقهم، ورسالة تطفيش للمستثمر الخارجي.
بدوره وكعهده شكر الوالد/ عبدالجبار هائل سعيد أبناءه رؤساء النقابات على وقفتهم التضامنية التي عكست حجم المسئولية لدى أبناءه النقابيين.
باعتقادي أن الوقفة التضامنية التي قامت بها نقابات عمال شركات مجموعة هائل سعيد أنعم واستقبال الوالد/ عبدالجبار هائل سعيد لجموع المتضامنين برحابة صدر، وحفاوة استقبال، وبشاشة قلب, تكرس لمفهوم جديد للعمل النقابي يقوم على تبادل الاحترام، ويعزز من ثقافة العمل على أساس "حبايب ما فينا عايب" لتتكرس معاني الرقي في التعامل الذي نراه يغيب في حاضرنا اليمني.
وباعتقادي أن علاقة مجموعة هائل سعيد أنعم مع أبنائها المنتسبين تتميز يوماً بعد يوم, يتضح ذلك من خلال المواقف الأخيرة المتبادلة ما بين القيادة العليا للمجموعة وتصرفات النقابات العمالية التابعة لشركات المجموعة، وهذا طبعاً ما يريده وطننا بعيداً عن المماحكات والاحترابات الداخلية التي لا تخدم سوى مصالح العابثين بهذا الوطن، إضافة إلى أن الوطن لم يعد يتحمل أكثر ماما هو فيه، فالذي فيه يكفيه.. ما نريده اليوم هو أن يسود مجتمعنا, في جزء من جوانبه, مثل هذه الثقافة التي نحن على يقين أن مردودها سيكون رائعاً على كثير من جوانب المشهد اليمني.
مروان المخلافي
علاقات تخدم الوطن 1093