يتساءل البعض طرقت باب الله فلم يفتح لي.. فيرد الشافعي قد يكون عدم الفتح لخير يعود على ذلك الطارق من استمرار الغلق.. وإذا ما أغلق باب قد يفتح آخر.. كل هذا لا يمنع أن يكون السبب هو طرق الباب الخطأ أو حمل المتاح الخطأ.. وهذا شيء قد يحتمل النقاش وقد لا يحتمل؛ بدليل (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) فالله قريب مجيب.. لكن نحن لم نحسن الاقتراب للاستجابة لقرب الله منا وقد نكون اعتمدنا عواطفنا في قصر الإيمان على الدعاء والصلاة ومعرفة الله تحتاج إعمال عقلين وعاطفة (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا فأغلب المسلمين قصر فهمهم عن إدراك حقيقة الإسلام وكيف يفتح ، فهناك من يقف عند الشعائر ليختزل كل الإسلام فيها ويظن أنه قد حصل على صك الغفران ومفتاح الباب بيده .. مع أن مفتاح الجنة -مثلا- يبينه قوله تعالى (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة) فقد نكون مضينا عقد البيع بطريقة ما لكننا لم نفِ بشروط ذلك العقد.. فالذي يريد الدخول من خلال أدائه الشعائر مثله بتصوري مثل من يريد دخول الجنة من خرم الباب وليس عبر فتحه.. وإلا فإن قرارات القرآن نافذة مثلها مثل القوانين الرياضية (إن تتقوا الله يجعلكم فرقانا) ننحن ندعي التقوى أحيانا لكن الأكثر منا قد لا يدرك مساحتها وكيفية خطواتها فمعرفة ذلك يحتاج لحكيم والحكمة يعطيها الله لمن يسلك طريقها ويصل إلى بابها وهذا أيضا يحتاج لطلب حثيث وصدق عميق وإخلاص دقيق .. القضية صعبة جدا ولعل عمر الفاروق قد لخص هذه الصعوبة في الحصول على المفتاح عندما قال: "لست أعجب من الذي هلك كيف هلك.. لكن أعجب من الذي نجا كيف نجا"!.
د.حسن شمسان
قد نكون حملنا المفتاح الخطأ 1476