يعتبر الأمن من أهم الحاجات الأساسية التي لا بد من توفرها للإنسان ليعيش حياه كريمة, بل وتعتبر لبنة أساسية ولا غنى عنها في كل بلدان العالم, فإن مدى أهمية الأمن تكمن في توفير الاستقرار للمجتمع والابتعاد عن الخوف والخطر؛ فالمجتمع حتى يبقى متين البنية مزدهر النمو ومستقر الأوضاع وبعيدا عن كل الأخطار يجب أن تحقق له كل سبل الطمأنينة والرفاهية من قبل رجل الأمن الأول.. من هنا ينبغي على الجميع ترجمة هذا الشعار في واقعنا المعاش.. ويقيناً أن تفعيل هذا الحس الأمني المهم يشعر المواطن بعظيم الأهمية الملقاة على عاتقه مما يحتم الأهمية العظمى للمواطن لتحمل مسؤولياته في حفظ الجانب الأمني الذي هو من أعظم بواعث الاستقرار على المستويين المحلي والعالمي.. فالأمن هو الركن الأساس في استقرار الدول و لذا من المهم جداً العمل باتجاه تأصيل هذا المبدأ.. حتى تصبح هذه العبارة شعاراً لوزارة الداخلية فليس رجل الأمن هو الأول في حفظ الأمن بل المواطن هو الأهم في هذه المنظومة مما يحتم على المواطن الشراكة الحقيقية في حفظ منظومة الأمن.
فللمواطن دور هام أيضاً في تكملة دور رجال الأمن وهنا لابد من إيجاد منظومة متكاملة من التعاون من خلال تأهيل معاني القيم الإنسانية بين أفراد المجتمع وتنمية الإحساس لدى المواطنين بأنهم جميعاً رجال أمن يشاركون في حفظ الأمن والاستقرار.. قد نجد كثيراً من المواطنين يشككون في مصداقية الشرطة ولا يثقون بها وغيرها من الأمور , والسبب في ذلك هو سوء الفهم لديهم ونقص المعلومات الحقيقية والكافية لديهم, فكلما زادت معرفة المواطنين بأفراد الشرطة وأهدافها التي تسعى إلى تحقيقها كلما زادت الثقة والاحترام والمصداقية وبالتالي تتحول من تشكيك وعدم ثقة إلى تعاون وإيجابية . وبالتالي فان المواطن الذي يدرك انه يستطيع أن يسهم في تحقيق أهداف الشرطة والمتمثلة في منع الجريمة قبل وقوعها, والبحث وراء الجاني وإلقاء القبض عليه بعد وقوع الجريمة, وكل هذا لتحقيق مجتمع آمن مستقر بعيد عن كل المخاطر. إن المواطن يستطيع أن يسهم في تحقيق أهداف الشرطة في جعل المجتمع آمن ومستقر وخالٍ من أي نوع من أنواع الجريمة.. إن إسهام المواطنين في كافة ميادين تحقيق الأمن والاستقرار الذي يعيش فيه ليس فقط في اتخاذ الإجراءات الوقائية لمنع وقوع الجرائم والمخالفات وإنما في مجال تقصي الجناة والقبض عليهم وتسليمهم لرجال الشرطة.
وفي النهاية فإن من أهم القضايا التي يجب أن تدرس وتعطى الأولوية في مجتمعنا؛ أن للمواطنين دوراً مهماً وإيجابياً في تحقيق أهداف الشرطة المتمثلة في إقرار النظام والأمن العام , وان هناك عدة مجالات يمكن أن يسهموا من خلالها في حماية المجتمع من شرور الجريمة والمجرمين كما اشرنا سابقا.
وأخيراً وليس آخر؛ فان دور المواطن لا يقل أهمية عن دور رجل الشرطة في تحقيق أهداف الأمن , ولكن لن يؤدي المواطن دوره المناسب إلا اذا كانت علاقته جيدة مع رجل الشرطة ويؤمن بأهمية هذه العلاقة..
محمود عبد القادر
رجل الأمن الأول!! 1361