كثيرة هي الخدمات التي ضلت طريقها إلى مديرية جبل حبشي بمحافظة تعز، وقليلة تلك المشاريع التي بدأت لتتعثر قبل أن تُؤتي أُكلها..
هذه المديرية ولا سيما المناطق الواقعة في الدائرة 58 مازالت تعيش خارج عهد ما قبل الثورة والجمهورية، ولسنا بصدد معاتبة الحكومة هنا أو تحميلها المسؤولية فـ"الضرب بالميت حرام"، بقدر ما يؤسفنا أن يكون المواطن نفسه وسيلة لإجهاض مشروع ظلت تنتظره المنطقة منذ عقود بسكوته الغير المقبول إزاء عبث الأيادي المهوسة بالغابر السحيق..
مشروع مياه بني خيلة والذي يشمل عدداً من القرى والمناطق ما إن بدأ يتشبث طرقنا الوعرة ومناطقنا السمراء ليعتلي قمم الجبال بخزانات كفيلة بالقضاء على الجفاف المسيطر منذ سنين وكابوس أزمة شحة المياه، ظهرت شخصيات ممانعة وسلوكيات دخيلة على المنطقة تغذيها مكايدات حزبية مقيتة للأسف في ظل صمت مريب من المجتمع المحلي وممثلي النخب السياسية فيها.
لا أعتقد أن المواطن في بني خيلة والعنين وقشيبة وغيرها من المناطق الواقعة في اطار المديرية، بحاجة إلى ورشة توعية بأهمية مثل هذه المشاريع الخدمية، بقدر ما يلزمهم اتخاذ موقف إزاء كل من يقف حجرة عثرة لعرقلة المشروع ..
يؤكد عضو مجلسي النواب عن الدائرة الشيخ/ علي قائد سلطان الوافي أن المشروع الذي خصص للمنطقة بموازنة قدرها 100 مليون ريال يواجه عراقيل جمة توشك أن تغتاله وهو مازال في المهد، ويشير في تصريح لـ"أخبار اليوم" إلى أن تشييد بعض الخزانات يحتاج إلى شق طرقات في الجبال وهو مالم تتضمنه موازنة المشروع وكان يتطلب على المواطن الإسهام في دفعها لولا أنه وبجهود بذلها النائب الوافي، لدى محافظ تعز شوقي هائل، تم اعتماد المبلغ على حساب السلطة المحلية بالمحافظة ويقدر بنحو 15 مليون ريال.
إن من يقومون بالإشاعات المغرضة والتي تبث في المنطقة وتصنف المشروع بأنه مجرد دعاية انتخابية، هم لا يفقهون مفهوم ما يروجون له بينما المواطن يعرف الرد على ذلك: " فإن قالوا دعايا فقل دعايا"، فإن الدعاية الانتخابية؛ ترويج لبرامج تنموية من أجل تنفيذها لصالح الشعوب.
في هذه المناطق المحرومة؛ لا ماء لا كهرباء لا صحة لا طرقات، عدا تعرجات مرسومة كخربشات طفل مشاكس استغل غفوة والدته ليعبث بكراسة المدرسة، ومقر متهالك لوحدة صحية بجدران متشققة تتربع تبة صغيرة كعجوز يحتضر، ظل هذا المبنى الصغير المتهالك موطناً ملائماً للخفافيش لفترة طويلة من ليهدر حيزا كبيرا من عمرنا الافتراضي في الانتظار دون جدوى، ذلك قبل أن يبادر أحد المواطنين بترميمه ويتخذ منه منزلا وخيراً فعل كما يرى البعض وان كان الجميع لا يجد إجابة عن مصير المستلزمات الطبية والأجهزة والأثاث الخاص بهذه الوحدة الصحية.
لا أريد أن يأتي يوم والأمل مازال فجراً لم يبزغ بعد لينتشل منطقة مازالت تعيش في دهاليز التخلف والحمار مازال وسيلة فيها لنقل المياه من آبار تتحول كل عام إلى سبب للصراع والخصومة في فصل الشتاء اذا ما جف مائها وظهرت الحماقة مكشرة وصارت "الصميل" هي الفيصل لتنتزع جرعة ماء على حساب ماء الوجه ودماء الأخوة".
من هنا أجدني أدعو الأحزاب في المنطقة والمجتمع المحلي إلى التعاضد وعقد مؤتمر يخرج بما من شأنه العمل على الاصطفاف المجتمعي إزاء إنجاح المشروع وتشكيل لجنة محلية لمتابعة تنفيذه والإشراف على سير أعماله وان تطلب الأمر تشكيل لجان شعبية لحماية المشروع من بلطجة من يقتاتون التخلف ولا يريدون انتشال المنطقة من مستنقع الحرمان.
ولعلي أكتب هذا المقال من باب التذكير فقط، كوني واثق بوعي المواطن في جبل حبشي وتعاونه إزاء المشاريع الخدمية فهو مواطن إيجابي وليس سلبياً وأعرف أن الكل سيهب لإنقاذ المشروع من الفشل لهذا أقول لكم: " بجاه الله لا تفرطوا بالمشروع".
عبدالحافظ هزاع الصمدي
بجاه الله..لا تفرطوا بالمشروع 1430