كان لنا قيم وعادات طغت عليها الماديات وحب الملذات والشهوات و(خزان) قات ودخول الوطن في متاهات وكأن حالنا في اليمن إلى نهاية النهايات, خطف وتقطع وقتل وتجدد الثارات وخوف ورعب وتصفية حسابات، خلف الآخرين نمشي وخلاف العالم نفكر لأننا شعب مسلح ومخزن للقات, نفكر كيف نعيش ولا نفكر من أين نعيش وزرعنا في بلدنا بدل القمح قات وهدمنا القيم وموتنا الضمير كان الإنسان عندنا في اليمن مكرم والطريق له حرمته ومكانته اليوم عندنا بشر تمارس دورها كالثعالب حياتها كلها اصطياد كلها غدر وخيانة وإحنا في نظرهم دجاج سهل ذبحنا لمن أراد الاصطياد وحالنا هذا يقتل وهذا يخطف وهذا ينهب وهذا يسلب ولا رادع والكل يتفرج عملاء ضد أنفسنا وضد بلدنا نرضي الآخرين ونبيع القيم والضمير من أجل حفنة من المال ولو تم تفكيك الشعب وتمزيق الوطن، اختراق في بلدنا لكل شيء جميل ولكل شيء سليم، اختراق للعادات والتقاليد، اختراق للأسس والأهداف وإحراق للمقومات لكل ما يوصلنا للمستقبل لكي نضل عبيد، إغراق للنفس وللجسد وللنظر في الرذيلة، نشاهد المصائب ولا نتكلم ماتت المشاعر والأحاسيس واختفت الحبالات الصوتية وأصبحنا بكم لا نتكلم خائفين على أرواحنا ولا نمارس سوى ذرف الدموع من الآلام..
كيف تغيرت أوضاعنا في أحلام التغيير من النعيم إلى الجحيم، شقاق يبعدنا عن الأخوة لنتحول إلى أعداء وبغضاء وشحناء ونفاق يسلبنا المروءة والإحسان والحياء حتى نكون على شاكلة الأبقار والأعجال لا نفقه ما نقوم به من أعمال وخراب ودمار لبلدنا وفساد الأخلاق وتغيير كل ما هو جميل وأصبح اللؤم والقبح وهو السلوك وهو البديل.
من يفهم القضية عندنا اليوم إذا القادة والساسة حولوا قضية الشعب والوطن إلى مصالح داخلية حزبية قبلية محسوبية طائفية مناطقية ومذهبية ومصالح دولية لمن بأيديهم فكرة شرق أوسطية، نهب للثروات واستغلال للإمكانيات وللعقول ومسح لكل ما هو حسين ويناسب الدين باسم العولمة نلغي كل ماضينا العظيم في الدين والعرف والقبيلة باسم التطور ونظرية العولمة، لماذا الأطماع التي تجرنا إلى الأحقاد ثم الاحتراب، الجار يتمنى ما عند جاره والتاجر يتمنى تجارة الآخر.
اليمن يا أصحابنا يعيش على حسبة القادة والساسة, حسبة المصالح والمنافع الخاصة ونعيش على واقع الأطماع والأحقاد التي زرعناها ونسعى إلى تعميقها في نفوس الأبناء مع علمنا بآثارها التي طغت علينا ليضل الشر هو المهيمن وهو الموجه وهو سيد الزمان، متى نعرف العالم بأننا يمنيون وبأننا نحب اليمن ونحب بعضنا ونعيد مجدنا الذي سطرته بلقيس وأروى بالتآخي وبالعمل والحب والتسامح ونبعد فكرة البلد الذي من قوى صميله غلب؟، من يعيد لنا مجد اليمن السعيد في زماننا هذا؟.. ليت ربي يعيد لنا نساء تحكمنا مثل أروى وبلقيس وتعيد مجدنا، لقد جربنا الرجال من القادة والساسة في الأحزاب والجماعات ولم تأت لنا ببرامج إنقاذ لنا ولأجيالنا وكيف نعمل وهذا ابسط مثال لو غضبت علينا أمريكا أو أستراليا وجعلتنا بدون قمح كيف بيكون مصيرنا؟.. هذه هي سياسة الرجال، والله أننا نتمنى حكم النسوان أفضل من الرجال، ما اعتلى اسم اليمن ومجده وتاريخه إلا في عهد النسوان، يا من تلهثون وراء الوظائف والمناصب ولا تستطيعون عمل الواجب، أتركوا حسبة الجيوب تضيع فيها حقوق وتدمر فيها الشعوب وأنتم على ما أنتم ذئاب لا خير لهذا الشعب ولهذا الوطن وأنتم تتقدمون الصفوف لا مواثيق عندكم ولا عهود.
لماذا نسيء لديننا اليوم ونأخذ ما يناسب الكيف والهوى؟، لماذا نسيء لمشروع الحياة في هذا البلد الطيب؟.. المعايير اليوم عند الأحزاب والجماعات هي الحروب والأزمات والفتن والفوضى والدمار والشواهد هي الانقسامات والتمزق والفرقة، وهي الرغبات للملذات وللشهوات، نشرع القوانين ولا نعمل بها والغرب يشرع ويطبق، ما هو الشيء الذي نسعى إليه ونتمناه اليوم سوى الأمن والأمانة والنظام.
في اليمن الرصيد لا يسمح به لمن هم الصغار في هذا البلد من الموظفين وأغلب المواطنين لأن الرصيد تم تفصيله على مقاس الكبار والمسئولين والنافذين وهكذا خيرات هذا الوطن لا يستحقها إلا البعض والقليل في هذا الوطن وخاصة في العلاج أو السفر أو في الحقوق أو في الهبات, فوارق ومواصفات للمواطنة في اليمن نلاحظها في أجهزة الدولة التي يتمتع بها الكبار ويحرم منها الصغار، دولة تقوم على نصرة الفاسدين والنافذين ولا شيء لبقية المواطنين، التحريف أصبح عادة ملتصقة في عقل وذهن كل إنسان ولابد من الزيادة في الكلام واقع نعيشه في اليمن ولو الناس نيام، ما هو الشيء الذي تحتويه العقول والقلوب؟.. اليوم سوى المعاملة ما بين الأحزاب والجماعات هي الاغتيالات بالملثمين على الموتورات حالة تكشف لنا حالة الفراغ الذي تعيشه هذه الأحزاب والجماعات ولا يوجد ما تقدمه لهذا الشعب سوى الدمار والاغتيالات.
الحيوان مخلوق من مخلوقات الخالق سبحانه وتعالى ومن هذه الحيوانات (الحمار) له مزايا يؤدي دورة في الحياة كما يجب وكما يريد يحمل ويتحمل الأثقال ومع الإثقال يضرب بدون رحمة، ومع هذا إذا أردنا الإساءة للإنسان نسبناه للحمار، والحقيقة أننا ظلمنا الحمار عندما شتمناه به الإنسان ولقد قالها ذات يوم إنسان يحمل صفات البساطة عندما ذمه آخر وقال له لا تظلم الحمار يا أخي إنه يقوم بواجبه على أكمل وجه دون تذمر يحمل كما نريد ويمشي على ما نريد ويعيش أينما نريد لم يخالف ذات يوم الأوامر ملتزم بالنظام..
لذلك نرى في وقتنا الحاضر من السلوكيات التي نراها اليوم بأن أفلح الحمار بأخذ صفات الإنسان وأصبح الإنسان حماراً والحمار إنساناً, ونحن في هذا الصدد لا نناقش ما كرم الله به الإنسان ولكن نناقش السلوكيات التي تحولت وتبدلت من بعض الناس حتى أننا نحفر القبور لبعضنا البعض ونعطي الشهادة لكل من قتل وأفسد وشارك في الفتن والقاتل زعيم العصابة عندنا وفي نظر البعض هو البطل، ويستمر المشهد بفصوله الثمانية, تدمير وتمزيق وقتل واختطاف وأحقاد وأطماع وعمالة ونهب حتى أصبح السعر للمواطن اليوم عند الأحزاب والجماعات هو الوصول بنا لقتل بعضنا البعض وزيادة الأحقاد والثمن يدفع للوطن بنشر الفوضى وتمزيق الشعب على مستوى الأسر والمحافظات.
متى نكون كلنا لليمن كلنا للشعب عندما نتنازل لبعضنا البعض ونتجرد من المصالح الذاتية إلى مصالح الشعب والوطن, وكما قال الشيخ/ ناجي علي عبدالله الجلال وهو يصف الحالة التي وصلت إليها البلاد "من لم يضارب ويضرب له المنايا تشله".
عبر تمر علينا لكننا لا نتذكرها إلا لحظات وبعدها نعود لواقعنا كما كنا قيل وقال وتحريف ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام من السنة والقرآن ونظل على الجهالة ولا تخطر على بالنا نعيم الجنة ورضا الرحمن، نثور على بعضنا البعض ولا نثور على أنفسنا بتصحيح مسار التوجه لنا ولأولادنا ولأسرنا وكل من في الوطن ونعود للصواب للإخوة فيما بيننا ونبني هذا الوطن بسواعد الرجال المخلصين الأوفياء ونترك ما قد حصل من مآسٍ وأحزان وإشاعات وأقوال هي من استبدلنا بها الأفعال وخلصنا إلى أن تكون أهدافنا هي المزايدات على مصير الشعب والوطن.. لزوم علينا اليوم أن نتدارك ما تقوم به الأحزاب والجماعات من خطط وبرامج المناكفات والمكايدات التي تجعل من الوطن مسرحاً للحروب والأزمات.. وربنا يحفظ اليمن والشعب, اللهم آمين.
محمد أمين الكامل
في اليمن تختلط المفاهيم وتضيع التعاليم 1522