أعرف أن العنوان غريب وغريب جداً ويكاد لا يصدق بأي حال من الأحوال نظراً لأن قناة المسيرة الفضائية هي الصوت الإعلامي الحوثي بامتياز، والمعبر الخاص عن الرواية الحوثية، وشيء طبيعي أن يكون هذا هو خطها ونهجها العام, فهي ملك الحوثي والمعبر الضروري لأفكار وتوجهات الحوثي، فكيف تفضحهم وهي كذلك؟، سؤال مهم.
بالأمس وأنا أتابع القناة وهي تتحدث كذباً وزوراً عن الأوضاع داخل صعدة والتي وصفتها بأنها مستتبة باستثناء بعض المواجهات مع "التكفيريين" التي يسقط فيها قليل من القتلى هنا أو هناك, بعكس ما يروج له الإعلام الحكومي والخاص من أن هناك مجازر يرتكبها الحوثيون في حق أبناء صعدة وبالذات أبناء منطقة دماج الذين ما زالوا يرزحون حتى اليوم تحت وطأة القصف والحصار المفروض عليهم منذ شهرين, في محاولة من الحوثي للضغط على أبناء دماج لترك منطقتهم والهجرة منها بحجة أنها منطقة شيعية لا ينبغي للسلفيين أن يكونوا فيها ما لم يدينوا بالولاء للحوثي ولدولته القائمة اليوم في صعدة.
ما غفلت عنه قناة المسيرة, وأعتقد أنها زلة لم تتنبه لها, أنها تحدثت في معرض التعليق على رفض السلفيين للمساعدات التي خصصها محافظ المحافظة فارس مناع لإغاثة المنكوبين هناك، بأن هذا الفعل غير أخلاقي الغرض منه شد الرأي العام إلى أن هناك مجازر ترتكب دون أن يكون لها ما يسندها في أرض الواقع.. وذهبت القناة إلى القول بأن المساعدات التي رفضها أبناء دماج هي في الأساس من المحافظ ومن الحوثي نفسه، وقالت القناة بأن الحوثي قام بإرسال هذه المساعدات لأن الإسلام يحث عليها وأنها من أخلاق الرجال.. والسؤال الذي يفرض نفسه هو: لماذا يرسل الحوثي هذه المساعدات لأبناء دماج وهو الذي يقول بأن الوضع غير ما تصوره وسائل الإعلام من أنه مأساوي ترتكب فيه كثير من المجازر من قبل مليشيات الحوثي؟، لماذا يرسل الحوثي هذه المساعدات- المشكك بها أصلاً- وهو الذي يعلن ويروج في قناة المسيرة بأن الوضع لا يعدو كونه مواجهات مع أجانب دخلوا البلاد بطرق غير شرعية ثم يقوم بإثارة هذه العناصر التي ينعتها بالتكفيرية الأجنبية, فلماذا يقوم بذلك؟, هل هو التناقض أم أنها التقية التي عرف الشيعة بها,، أم أنها زلات وأخطاء يرتكبها الحوثي ويقوم إعلامه دون التفكير بخطورة نشرها عليه؟.
قد يكون كل ما سبق ممارسات يرتكبها الحوثي بعلم وبدون علم، لكن ما يجب التنبيه إليه أن الحوثي يرتكب اليوم جرائمه بقوة السلاح الذي يملكه وما زال يصل إليه، ضارباً عرض الحائط بكل ما يصدر عن هذه الدولة التي قامت فيها ثورة أراد الحوثي أن يمتطيها تاركاً خلفه الصناع الحقيقين لها وهم الشباب وكل ذلك جرياً خلف مشروع فارسي صفوي ضيق لا يقبل التعايش مع الآخرين حتى ولو كانوا السكان الحقيقيين لهذه المناطق التي استوطنها الحوثي بقوة السلاح.
يجب على الدولة اليوم أن تتعامل مع الموضوع بحزم لا يقبل اللين، وشدة ترفض المداهنة.. مما لا شك فيه لكل ذي عقل أن الحوثي أصبح صاحب مشروع توسعي تمددي بقوة السلاح ولا شيء سوى السلاح، علماً أن الحوثي نفسه لا يتحرج من التصريح بذلك، فكلنا يعرف التصريحات التي تحدث بها الدكتور المحطوري والتي دعا فيها إلى العنف، وكذلك تصريحات زيد الشامي التي راوغ فيها لكنه في نهاية الأمر حوثي يدعو إلى مشروعه الفارسي، الأمر الذي يستدعي من دولتنا الوقوف بحزم مع الخارجين عن القانون وخاصة أولئك الذي يسعون للتمدد على حساب مناطق الوطن الواحد حتى لا يتفتت الوطن دويلات صغيرة.. مشروع أصبحت بوادره تطل برأسها وما يحدث في صعدة من حرب على السلفيين خير شاهد على ذلك.
مروان المخلافي
المسيرة تفضح الحوثيين ! 2210