تـــــهل علينا ذكرى هجرة الرسول الكريم في هذه الأيام العصيبة التي تمر بها أمتنا العربية والإسلامية من التفرق والتمزق والقتل والتناحر بين أبنائها.. ولابد علينا جميعاً أفراداً وأحزاباً وجماعات أن نضع هذه الذكرى نصب أعيننا ونقف وقفه جادة مع أنفسنا ومجتمعاتنا ووطننا الذي هو بحاجة من أي وقت مضى للنظر إليه بــموقع المسؤولية والأمانة.. ويجب علينا في ذكرى الهجرة أن نتذكر أن وطننا الحبيب يمر في ظروف استثنائية وبالغة الصعوبة ونحتاج إلى تظافر كل الجهود المخلصة من كل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني حتى يتسنى لهذا الوطن التعافي من كل مصائبه وأمراضه..
كمــا يجب على كــافه أبناء الشعب اليمني فــي هذه الذكرى العطرة التي رسخت مبادئ وقيم إسلامية عظيمة كالمواطنة والمساواة والحرية والتعايش السلمي والحضاري وبناء الدولة المدنية والمؤاخـاة أن يجعلوا هذه المبادئ العظيمة حاضرة في واقع حياتهم بمعانيها الشاملة وأن لا تمر هذه الدروس العظيمة والعبر علينا مرور الكرام دون مراجعة ومحاسبة ونقاش فيما هو متحقق بوطننا ومجتمعاتنا وما لم يتحقق, فالوطن أمانة في أعناق الجميع وغرس المبادئ والقيم لا سيما الوطنية منها مسؤولية الجميع وعلى كل مؤسسات الدولة خصوصاً التعليمية منها أن تجعل من هذه الذكرى محطة ليتزود منها كل أبناء اليمن رجالاً ونساءً ما ينفعهم وينفع الوطن للخروج من المصائب والمشكلات التي تعصف به طيلة سنوات.. كما يجب أيضاً أن يتحول أبناء هذا الشعب المغلوب على أمره، وبعد انتهاء عام هجري وبداية عام آخر وفي ذكرى عظيمة من مرحلة الضعف إلى مرحلة القوة ومن مرحلة الهدم إلى مرحلة البناء ومن المكايدات واتهام الآخر إلى التسامح والتعايش وأن نتفهم واقعنا وما يحدث من تداعيات خطيرة جداً تتطلب منا جميعاً الوعي وعدم التعاطف مع الشعارات التي ينخدع بها معظم أبناء الوطن..
فالوطن يا أبناء الشعب في مرحلة صعبة وحرجة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً, فحافظوا على وطنكم وأمنه واستقراره فالحفاظ على الوطن وأبناءه من صلب ديننا الإسلامي وأن ننتبه ما تخطط له الفئة المجرمة الحوثية بالتعاون مع من فقدوا مصالحهم للنيل والانتقام من شعب قرر أن لا صوت يعلو فوق صوته وما الأحداث الدائرة في دماج ودلالاتها والأهداف الخفية من ورائها غائبة عن أحد والتي أعتبرها من وجهة نظري الورقة الأخيرة للنظام السابق وحلفائه المتآمرين والذين لا يريدون خيراً لهذا الوطن.
أحمد الفهد
على طريق الهجرة.. 1456