قال تعالى:( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين* الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون).
ما أقسى معاناة أبناء دماج وما أشد الابتلاء الذي يتجرعونه من جراء قذائف كالمطر تنهمر ومساكن تدك على رأس ساكنيها, وجوع بسبب خصار غاشم, وما رافقه من نقص للأموال والأنفس والثمرات بهدف القضاء على جميع من فيها من ودون استثناء, أضف إلى ذلك خذلان ولاة الأمر وتخلي الراعي عن الرعية وإنصاف الظالم على الضحية.
بلا شك أنها مصائب توالت ونوائب تتابعت, فصبراً أبناء دماج فإن الله معكم ولذا لن يخذلكم, فقد أنصف وانتصر للحيوان فما بالكم بالإنسان, سيما وإن كان مظلوماً ومغلوباً على أمره ومسالماً متسامحاً مع الأهل والجيران ومطيعاً رغم التجاهل والخذلان للإستغاثات والمناشدات التي تفطرت لها قلوب البشر.
صبراً أبناء دماج فقد أريد لكم أن تكونوا فريسة سهلة ولقمة مستساغة في أفواه البغاة والمعتدين الذين ما راعوا حرمة لا امرأة أو طفل أو شيخ أو مريض أو جريح, لما لم يجدوا الرادع, بل وجدوا ما يشجعهم, فالإعلام يتعمد إخفاء الحقائق رغم علمه بمرارتها ورغم عدم جرأته للوقوف على حقيقة ما يحصل هناك ورغم فشل لجان الوساطة الذريع في توصيل الغذاء والدواء ونقل الجرحى و..
سيعلم كل إعلامي خذل الحق وانتصر للظلم أنه سيقف بين يدي ربه وسيسأل عن بشاعة فعله وعظم جرمه في حق النساء المستضعفات من أرامل أو ثكالى وأمهات قد جف الحليب من صدورهن جراء الحصار الجائر وما رافقه من انعدام الغذاء أو حليب للأطفال.. نعم أمهات ترى بأم عينها طفلها الرضيع قد بلغ به الجوع مبلغه ويلفظ أنفاسه الأخيرة أمام ناظريها وتعجز عن إنقاذه..
إنه واقع مؤلم جداً, فأين إعلامنا من هذا كله؟, ولمصلحة من التعتيم الرهيب؟, وأين الباحثون عن حقوق المرأة ومناهضة العنف ضدها, أليس الأولى نصرة دماج وأبنائها؟
عفاف سالم
دماج.. تعتيم إعلامي متعمد 1377