لا يخطرُ في بالي هذه المرة سوى أن أصرخ بأعلى صوتي لأتساءل: هل الفتيات الصوماليات اللواتي يقمن في الجمهورية اليمنية يدخلن إلى بلادنا بطريقة شرعية؟, لماذا يَعتِمد رجال الجوازات دخول الأفارقة إلى بلادنا دون قيد أو شرط من الحدود البرية أو البحرية, بينما إخواننا المغتربون خارج الوطن يتعرضون للظلم والتعسفات في الدول الصديقة والشقيقة؟.
أعتقد بأننا شعب طيب وحكومة رومنسية جداً بعد أن أصبحَت تبحث وتفتّـش ما يدور خلف الكواليس حول قضية الفتاه السعودية التي غرمت بهدهد من اليمن ولحقت به إلى أرضه حباً فيه فاحتجزها رجال الأمن بتهمة أنها دخلت بطريقةٌ غير شرعية!.. لقد كثرت التفاصيل وعناوين الصحف حول هذا الحديث وعن هذه القصة التي ذكّرتني بقصة عبلة وعنتر, فهل ستعود هذه الحكاية من جديد والذي كان بطلها الحُب؟.
وعلى الرغم من كثرة الحديث حول هذه القصة الرومنسية والذي تتبادله الصحف وشبكات التواصل الاجتماعي فإن المصادر تثبت بأن القضية أصبحت قضية اجتماعية شاملة يتحدث عنها الوطن بأكمله وبطلها شاب وفتاة تعانقا في الحب حتى تفجّر إلى قصةٌ وقضيةٌ شهيرة يتبادلها الشارع اليمني السعودي.
القضاء اليمني لم يحدد مصيره بعد محاكمة الشابّين, لكن هناك الكثير ممن يتساءل: لماذا القضاء اليمني والشعب الغيور أصبحا يتحركان لقضايا الحب والغرام ولم يتحركا من أجل تفاحة وزينت وياسمين اللواتي سقطن في مدينة تعز برصاصة القناصة الغادرة؟!, أليس هناك من له الحق في المحاكمة في بلادنا بدلاً من محاكمة فتاة مسكينة تعمقت في الحب بهذا الشاب المغلوب على أمره؟, إذن متى ستـُفتح تلك الملفات المغلقة بحق من قتل الأبرياء في جمعة الكرامة وفجّر جامع النهدين بدار الرئاسة وظلم إخواننا في الجنوب؟.
القصد من قولي هذا أن هناك من ينوح ويبكي على أمّهات وآباء لقوا حتفهم على يد مسلحين ولم نر سوى ملفات مغلقة في النيابة العامة, بينما القضايا الاجتماعية أصبحت ملفاتها فوق الطاولة على مدار الساعة.
هدى وعرفات قضيتهم قضية حُب وملفاتهم ملفات حُب وسياستهم سياسة حُب, فلا تجعلوا هذا الحب يتحول إلى جراح عميقة تضر بالوطن بعد أن تدخلت السلطات السعودية حول هذا الموضوع.. فلنكن مع القضاء العادل أينما حل وأينما كان ولنبادر لوضع الحلول العاجلة قبل أن نضرب الفأس على الرأس.. والراحمون يرحمهم الرحمن يا سمو المعالي.
خليف بجاش الخليدي
هُدى وهدهد اليمن.. قضية حُب لا قضية وطن 1679