يبدو أن الكثيرين من أبناء الشعب تفاءلوا واستبشروا بزيارة الرئيس هادي إلى الصين مصطحباً معه العديد من الوزراء وذلك لغرض التوقيع على الاتفاقيات المبرمة في العديد من الجوانب الاقتصادية والاستثمارية والتنموية وتوطيد أواصر العلاقات الثنائية بين البلدين, وخاصة فيما يتعلق باليمن حكومة وشعباً وحشد الدعم والتأييد لحفظ أمن اليمن واستقراره ووحدته, وخاصة ما وصلت إليه الصين اليوم من تقدم في جميع المجالات الاقتصادية والتصنيعية على مستوى العالم, بالإضافة إلى الثقل السياسي التي أصبحت للصين ترجيح في كفة الميزان الأممي والعالمي..
فمن هذا المنطلق ينبغي على القيادة والحكومة أن تدرك أنها بتوجهها إلى الصين لم تكن خطوة ناجحة فقط, بل عشرات الخطوات الناجحة التي تعتبر بشارة الخير لليمن الجديد وعلى النموذج الصيني.. ربما في ذلك نحقق قفزة نوعية وسريعة في التنمية ونحصل على رافد قوي في الاقتصاد وذلك من خلال تبني مثل هذه المشاريع العملاقة في المنطقة الحرة في عدن أو في توليد الطاقة الكهربائية أو من خلال تصنيع السيارات والمواد الاستهلاكية وإنشاء مصانع لها في اليمن, بالإضافة إلى فتح مكاتب وشركات عالميه صينيه تقوم بالتنقيب للمواد النفطية والمقاولات في المشاريع المحلية والإنمائية في العديد من الاستثمارات مثل الطرقات والجسور والأنفاق والملاعب والأماكن العامة وغيرها.. فمثل هذه الاتفاقات مع الشعب الصيني ربما تنقلنا إلى الجدية والعمل الصحيح الذي نهجته الحكومة والقيادة.. ربما بذلك نتغلب على البطالة في بلادنا وسوف يتم تشغيل ربما مئات الآلاف من الأيادي اليمنية.
المهم.. مثل هذه التوجهات الحكومية تشير إلى أن هناك مستقبلاً واعداً ونجاحات عملاقة في الملفات اليمنية القادمة.. وذلك من خلال الاتفاقات المبرمة لتأهيل العديد من الموانئ والعديد من المطارات والعديد من المشاريع الخدمية والعلمية والاقتصادية التي تبنتها بعض الدول الصديقة الداعمة مثل تركيا والصين وقطر.. وهذه ربما تكون نقطة تحول للوطن وتحرره من بعض الإملاءات والضغوط التي حدثت من بعض الدول والمنظمات لليمن على حساب الكرامة والسيادة الوطنية.. فما على القيادة والحكومة إلا أن تثبت حسن نواياها مع الشعب من خلال وضع الخطط والاستراتيجيات التنموية الشاملة والتخطيط للزمن البعيد حتى نتجنب سلبيات وأخطاء الماضي.. وعلى القيادة والحكومة أن تدرك أنه لا يمكن أن تحدث مثل هذه التحولات إلا بفرض هيبة الدولة أولاً.. والوقوف أمام تلك المسلسلات الهمجية التي تحاول أن تنال وتحاول أن تتمادى على تعطيل المصلحة العامة والمصلحة اليمنية العليا.. بذلك ربما نتوافق أو ننجح في أن نحصل على خبرات وعلوم وتقدم الشعب الصيني.. لعل الأقدار والحظوظ الجميلة تهب علينا من الشرق ومن الشعب الصيني.. لأننا لقد صبرنا الكثير وجربنا الكثير وتجعجعنا الكثير وتأخرنا الكثير.. وربما أن يكون حظ المهجر قوياً.. دعونا نتفاءل وننجح مع هؤلاء.. حتى ولو كتبوا علينا الآخرون والحاقدون "الشعب اليمني الصيني العظيم".. والله المستعان.
د.فيصل الإدريسي
ماذا لو نجحنا مع الصين؟ 1460