ما يحدث في صعدة دماج لا يختلف -البتة- عما يحدث في سورية؛ ولا يختلف عما حدث في العراق وجنوب لبنان؛ فللحرب سيناريو وأهداف دولية وإقليمية؛ إنها حرب يحكمها توسع إيراني وفي المقابل هيمنة أمريكية غربية؛ فقد سبق وتوسع /الجندي السعودي/ ليبسط نفوذه على أغلب مساحة "الجزيرة العربية"؛ والآن جاء دور /الجندي الفارسي الإيراني/ ليبسط نفوذه -لكن- على أغلب مساحة الوطن العربي، فقد استحوذ هذا الجندي الفارسي -تحت سقف المنافع المتبادلة الإيرانية السعودية الأمريكية- على العراق ؛ حيث أهديت له من قبل الأمريكان بطست من ذهب، كما استولى على جنوب لبنان وسوريا، وهو الآن يريد أن يستولي على اليمن ابتداء بمحاولة الاستيلاء على تخوم ثلاث محافظات، وما حرب دماج -التي تقف فيها الدولة مكتوفة الأيدي- إلا محاولة إخلاء محافظة صعدة من كل السنة لتخلص للحوثيين؛ كهدف بعيد؛ واستدراج الوطنيين من اليمنيين إلى أتون هذه الحرب وشغلهم عن أهداف الثورة كهدف قريب لحرب دماج. أما الهدف الاستراتيجي فسوف آتي عليه في آخر المقال. إذا هو تساوى في أهداف الحرب من ناحية وتساوٍ للصمت القُطري الإقليمي الدولي من ناحية ثانية؛ فالمجتمع الدولي صمت ويصمت صمتا مخزيا تجاه ما يحدث للسوريين من قبل الروافض والفرس والروس؛ وفي المقابل نجد الصمت نفسه تجاه ما يحدث للسنة في العراق من مشانق وإعدامات شهرية تحت سقف /مسمى الإرهاب / فهناك إعدامات للسنة لا تتواقف.
إن ما يحدث في اليمن من صمت مخزي من قبل المؤسسة الرئاسية والحكومية تجاه العدوان الإيراني الحوثي الرافضي على السنة في دماج لا يختلف عن الصمت الدولي والإقليمي تجاه إبادة السنة في سوريا وإعداماتها في العراق، لتتأكدوا أن الرئيس هادي إنما هو (رئيس المبادرة ) وكل مهامه العمل على أنجاح مراميها الظاهرة والباطنة تحت ضغط إقليمي دواي، فهو يعمل حسب إملاءات المجتمع الدولي والإقليمي (السعودي/ الإيراني).
ولا أخفيكم أمراً وهو أنني حتى الساعة الراهنة أقبل دور مؤسستي الرئاسة والحكومة في موقفها المتفرج ما دامت القوة حتى الساعة في كفة الحوثيين؛ كما هو الشأن في سورية والعراق؛ لكن أذا ما تغير ميزان القوى لصالح السنة في العراق فإن المجتمع الدولي لن يطلب من المالكي وقف الإعدامات بل إحياء القتلى الذين شنقهم، والأمر نفسه في دماج؛ أي أذا تغيرت ميازين القوى لصالح السلفيين والقبائل فإنني أأكد لكم أن المؤسستين الرئاسية والحكومية في اليمن سوف تتدخل -لكن- لصالح الحوثيين، إما بالمساندة والمدد الخفي، وإما بوقف القتال بشروط مسبقة- لكن -لصالح الحوثيين ففي بلادي وفي حرب الحوثيين تحصل الغرائب السبع، وليس فيما أقوله ذرة مبالغة أو تجنٍ على أحد فالكل يعمل بإملاءات في سورية ولبنان والعراق واليمن وفي ربيع الثورات للأسف.
والخلاصة أي خلاصة حرب دماج أو هدفها الاستراتيجي يمضي حسب سيناريو تآمري معد أعلى سقف له - بتصوري- تحقيق "النموذج العراقي"؛ أي تسلم اليمن للفرس أو الروافض كما سلمت لهم العراق سابقا؛ فإن لم يكن وحصل فشل لهذا المخطط فتحقيق "أنموذج جنوب لبنان" فالسيادة الفعلية في لبنان لحزب الشيطان (حزب الله) على أرض الواقع وهذا الحزب الشيطاني ليس له من الجيش اللبناني دافع؛ لهذا إن لم يستطع المتآمرون تحقيق النموذج العراقي فهم سوف يحاولون تطبيق نموذج "حسن نصر اللات" لمن يسمون أنفسهم في اليمن "أنصار الله"، وإذا ما فشل هذا أيضاً تجاه صقور يمن الإيمان والحكمة؛ فإنهم سوف يفَعِّلون الحراك في الجنوب أقصد الحراك الانفصالي العفاشي ٢٠١١م، وليس الحراك الحر الأبي الذي بدأ أو سبق ثورات الربيع العربي؛ وساعتها أي عندما يفشل المخططان السابقان؛ فإن المجتمع الدولي سوف يقف إلى جانب الحراك الانفصال ٢٠١١، وسوف يتغير موقفه ساعة فشل تحقق أحد النموذجين السابقين، ليكتفي المجتمع الدولي بتحقيق أضعف الإيمان وهو أنموذج السودان (أي الانفصال).
هم يحاولون فعل كل ذلك لكن /يمن الإيمان والحكمة/ سوف يفوت عليهم كل ذلك ولن يتحقق لهم شيء من مخططاتهم؛ لأن الشعب ليمني كما وصفه الزبيري [أبي مارد شرس] فأقول لرعاة المبادرة والمبادرة فنحن إلى جانب الحكمة (أولوا قوة وأولوا بأس شديد) والأمر الآن إليك فاحرصي ألا يخرج من تحت يدك باستمرارك إشعال الحرائق، كما أتمنى من مؤسسة الرئاسة وممن يعملون تحت سقف باطن المبادرة أن يعوا أن الشعب اليمني لن يتسامح مع من يتطاول على الوطنية والوطن وليعلم الجميع في الداخل والخارج إن للشعب اليمني الكلمة الأولى والأخيرة وحكمته -التي ما خذلته ولن تخذله -هي له خير الذخيرة!!
د.حسن شمسان
الحوثي... "اللا دولة" ! 1483