الإخوان المسلمون وحدهم من يجيد فن تحويل الخسائر إلى أرباح، فهو التنظيم الدولي الرائد؛ ذلك لأن الحق ما شهد به الأعداء، حيث يرى أعداء هذا التنظيم الرائد والناجح سواءً كانوا في مصر أم في الأمصار العربية والإسلامية أم في الدول الأوروبية.. نعم جميعهم يجمعون أن تنظيم الإخوان المسلمين تنظيم دقيق يتمتع بشعبية جماهيرية عظيمة، ولديه مقدرة على الكسب والتأثير، وهو الأقرب إلى الجماهير، وقاعدته التنظيمية كبيرة سواءً كان ذلك في مصر أم كان في بقية البلدان العربية والإسلامية أم في دول المهجر.
إننا حقاً لا نستطيع تجاهل هذا التنظيم العظيم السباق إلى تقويض أركان ومداميك الأنظمة العربية والإسلامية كما حدث في ثورات الربيع العربي، إذ كان الدعم الحقيقي بل والأب الروحي لتلك الثورات العظيمة، وتمكن من تقديم قوافل من الشهداء روت دماؤهم الطاهرة والزكية شجرة الحرية والمساواة والعدالة والكرامة الإنسانية، فتنظيم الإخوان المسلمين يمارس العمل الدعوي والسياسي عن تصور واضح للكون والإنسان والحياة، وهو التصور النقي الذي يجمع بين الأصالة والمعاصرة، ولا وجود فيه لغش التصور أو للتصور الخاطئ عن الإسلام، كما أنه ليس مذهبياً أو سلالياً أو من طبقياً أو عنصرياً، ومن يطالع الكتب الحركية لعلماء وقيادات الإخوان المسلمين سيتضح له فكرهم المستنير ورؤيتهم الصافية السديدة لتشخيص الحال والواقع العربي والإسلامي ووسائل وآليات المعالجات الحقة لكافة الاختلالات والاضطرابات والتموجات في الواقع العربي والإسلامي..
وثمة دول إقليمية وعالمية تكره الإخوان المسلمين وتناصبهم العداء إذ دفع بها ذلك الكره وذلكم العداء إلى إنفاق جزء كبير من أموالها لتشويه صورة تنظيم الإخوان المسلمين في العديد من الأقطار والأمصار العربية والإسلامية، إلا أن ذلك يأتي بنتائج عكسية فبدلاً عن كراهية الإخوان المسلمين يتجه معظم الناس إلى حبهم فتجنى تلك الدول الحسرة والندامة قال الله تعالى في محكم الآيات البنات (فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة)، زد على ذلك قول النبي والرسول الأعظم صلى الله عليه وصحبه وسلم فيما يرويه عن ربه في الحديث القدسي: (من عاد لي ولياً فقد أذنته بالحرب)، فذلك المخلوع/ حسني مبارك الذي أحاط الله به أذى الإخوان المسلمين طيلة ثلاثين عاماً بشتى صور وأشكال الإيذاء، فأعلن الله عليه الحرب، وكانت نهايتها السقوط المروع الذي فن به على الرغم من حظه الوافر بالدعم السياسي من قبل أعظم دول في العالم الإنساني الكبير.
واليوم هي ذات الحرب المعلنة من الموسى عز وجل للدول التي تآمرت على الإخوان المسلمين.. وهي ذات الحرب المعلنة من الباري تعالى ضد المدعو/ عبد الفتاح السيسي الذي قاد الانقلاب العسكري المشؤوم ضد الرئيس الشرعي المنتخب د/محمد مرسي ـ حفظه الله ورعاه ـ فمصر في غليان شديد فالتظاهرات والاحتجاجات العارمة تملأ شوارع محافظات مصر، حتى الليل يتظاهر فيه المصريون الذين يطالبون بإسقاط الانقلاب العسكري على الرغم من حالة الطوارئ المعلنة من سلطة الانقلاب غير الشرعية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عظمة الشعب المصري العظيم، ووعيه ونبل أخلاقه وعظيم وفائه للإخوان المسلمين.. هذا الشعب العظيم الذي لم تثبط من عزيمته ارتفاع أعداد القتلى إلى خمسة آلاف قتيل، وعشرة آلاف مصاب، وثلاثة عشر ألف معتقل، بل مضى متحدياً وكاسراً لحظر التجوال ولحالة الطوارئ المعلنة في البلاد عقب الإطاحة بالرئيس.
فاليوم يعلنها المصريون أجمع في التظاهرات والاحتجاجات الداعمة للشرعية والمطالبة بإسقاط الانقلاب العسكري أن مصر إسلامية، وليست علمانية، فالشعب المصري أدرك حجم المؤامرات إنه ومن خلال الإطاحة بالرئيس الشرعي د/محمد مرسي وذهاب الإخوان إلى السجون والمقابر سقط الجدار العازل الذي كان يعزل جمهورية مصر العربية عن العلمانية، حيث يراد علمنة مصر إلا أن الشعب المصري العظيم سيسقط الانقلاب العسكري بمشيئة الله عز وجل في الأسابيع القادمة، ولسان حاله يقول أرحل يا سيسي يا من خنت الله عز وجل، ورسوله وحنثت بالقسم واليمين, فالله عز وجل سيمكر بك وسيخذلك وسوف تحاكم عن جرائم الإنسانية في المحاكم الدولية والعالمية، وإلى لقاء يتجدد بكم بإذن المولى والله المستعان على ما يصفون.
عصام المطري
أرحل يا سيسي!! 1346