مازال أبناء دماج حتى اللحظة تحت وطأة الحصار الخانق الذي فرضته عليهم جماعات الحوثي في ظل صمت عجيب وتجاهل رهيب من قبل الدولة.. وحقيقة أتساءل ويتساءل الكثيرون عن أسباب هذا الصمت والمطبق, وفيما إن كان نوعاً من اللامبالاة أو عجزاً عن فرض هيبة الدولة وبسط نفوضها أو ماذا؟.
ومن حقنا نريد تفسيراً من قبل الجهات المعنية التي تعاملت مع استغاثات الأطفال الرضع والشيوخ الركع والنساء المستضعفات وطلاب العلم المسالمين الذين وجدوا أنفسهم تحت مرمى أسلحة الحوثي الثقيلة والمتوسطة والخفيفة بهدف الإبادة الجماعية لساكني هذه المنطقة التي عرفت منذ زمن بعيد بالسلام والوئام, فقابلتها الدولة بالخذلان المروع.
ترى طالب العلم لو أنه لم يحمل السلاح للدفاع عن الأرض والعرض واكتفى بالمناشدات والاستغاثات من القذائف التي لم ترحم طفلاً وقد نفد الغذاء والدواء.. لو اكتفى الشباب هناك بالانتظار حتى تقوم الحكومة بواجبها لكنا قد ترحمنا على دماج منذ زمن بعيد, فالدولة تعلم علم اليقين بما لحق بالعباد في دماج جراء الحصار الجائر, ومع ذلك تؤثر الاكتفاء بدور المتفرج وفي أحسن الأحوال ترسل وساطات (لا تسمن ولا تغني من جوع), وساطات رثنا لحال بعض أفرادها وهي تطلب الإذن وتسترضي تلك الجماعات التي مرات ومرات تجعلها تعود وهي تجر أذيالها, وساطات عاجزة عن الصدع بكلمة الحق والإعلان عن الطرف الرئيسي في إفشال جهودها.
ترى هل يفعلها رئيس الجمهورية ورئيس حكومته بهبة حقيقية لإنقاذ رعيتهم من الخطر المحدق والموت المحقق؟, أم سينتظرون هلاك مدينة العلم والعلماء بمن فيها جراء القصف والجوع؟.. وجمال بن عمر ما رأيه فيما حدث ويحدث؟.
عفاف سالم
دماج.. من يفك حصارها؟ 1220