حين تُغيبُ إرادة الشعوب بقوة السلاح تواجه الكلمات برصاصات وتقمع التحركات بالمدرعات وتقف الدبابات حاجزاً منيعاً أمام آمال الحرية وطموح الشعب بمدنية دولته..
هنا يجد الوطن نفسه أمام بوابات العدالة ليُنصف ممن ظلمه أو بغى عليه, أما إذا وقف أمام عدالة انتقامية تدين القضية وتخلي سبيل المتهم, فهنا يتغير المشهد, أو ليست هي تلك العدالة الانتقامية التي أخلت سبيل المخلوع مبارك ومازالت تخلي سبيل أعوانه وأزلام نظامه حتى اليوم, هي نفسها من تصدر الحكم على 12 طالباً بسجن لمدة 17 عاماً بسبب التظاهر السلمي؟.. والأشد من ذلك ضرراً أن تلك العدالة الانتقامية من الشعب وثورته المجيدة وكل مكتسبات الثورة هي من تحكم اليوم بالسجن على إرادة الشعب المصري حين تقوم بمحاكمة الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي بتهمة قتل 9 من أعضاء حزبه أو بتهمة التخابر مع حركة المقاومة الإسلامية حماس, في مسرحية هزلية كتب فصولها رموز الانقلاب ومن على شاكلتهم من العملاء..
أو ليس انقلاباً يسجن إرادة شعب ويكبل حرية وطن ويقيد حرية الكلمة ويغلق بعد إعلان الانقلاب بثوانٍ 9 قنوات فضائية مصرية ومكاتب قنوات إخبارية عالمية وعربية ويعتقل كواردها بسبب أنها تنقل تفاصيل ما يجري بكل مصداقية ومهنية؟.. هذه بعض إنجازات الانقلاب العسكري في مصر في ظل عدالته الانتقامية, فهل يعي المصريون حجم المؤامرة؟.
عبد الملك منصور الفتيح
العدالة الانتقامية 1257