ضعف الاقتصاد الوطني اليمني جوهر المشكلة في اليمن ويسيطر عليه مجموعة من الاقتصاديات اللامشروعة التي تستند إلى قوة غير قوة العمل، كأن تستند إلى جاه الشيخ أو قوة الفندم، أو المتسولين باسم الخمس والله..
واقتصاديات كهذه لا تفكر في تعزيز مشاريعها إلا بالنهب والفيد والقوة، تنظر للاقتصاد الوطني كغنيمة مستباحة لقوتها وبطشها، وبعد أن تسرق كل الثروات تعمد إلى تهريبها للخارج من أفواه الجائعين والمحرومين اليمنيين، في الوقت الذي تنظر فيه إلى القوى الاقتصادية الناتجة عن العمل والجهد والإبداع, باعتبارها خطراً على المنظومة الاقتصادية الآمنة لتلك القوى، وبالتالي يجب أن تقف حجرة عثرة أمام أي عمل تجاري أو استثماري يخالف تلك المنظومة، لأنها ترى فيها خطراً قد يصل إلى بعض مصالحها التي ترى نفسها المالك الحصري الوحيد له.
إن تلك القوى لا تريد أن ترى إلا تجارة سلاح أو مخدرات أو تهريب نفط، أو أدوية مغشوشة أو مبيدات، إنها لا تريد إلا تجارة تقود إلى الموت.
إن استهداف بيت هائل في تعز يأتي في ظل سياق مخطط وممنهج لتدمير تعز ليس كمنطقة فحسب وإنما كإطار يمكن أن ينشأ فيها ثقافة ونشاط وحركة لا تقوم على القبلية والعسكرية, بل على قيم أخرى كالفردية والعمل والإبداع والتي تؤسس فيما بعد بالضرورة قيم الكرامة والحرية العدالة الحقوق.
يأتي هذا الاعتداء على بيت هائل (وهي مجموعة تجارية لا تستند في تجارتها إلا للعمل والإبداع والمنافسة وليس لها قوة تحميها قبلياً أو عسكرياً أو سلطوياً) ليقتل آمال الشعب في إمكانية تحسن مناخ الأعمال, كونه المدخل الوحيد لنشوء حياة كريمة تضمن الاستقرار والتطور, وبالتالي الحد من الاستبداد والسيطرة السياسية والاجتماعية لقوى التخلف والفيد والنهب.
إن من يقف خلف هذا الاعتداء هم تلك الجهات التي خبرت تجارة السلاح والمخدرات والتهريب, هم تجار الموت ممن يريدون السيطرة المطلق والأبدية على اليمن بحجج النسب والقبلية والقوة العنيفة.
على العمال والفقراء والمحرومين أكثر من غيرهم أن يقفوا بجانب المجموعة الاقتصادية لبيت هائل, كونها تمثل جانباً من الأمل في انتشالهم من فقرهم المدقع, ليس عبر التصدق الإهانة عليهم كما تفعل شركات النهب, بل عبر تشغيلهم لديها.. وبدلاً من أن تسعى الحكومة في التسول شرقاً وغرباً عليها تأمين مناخ آمن للاستثمار والمال الوطني القائم على العمل هو من سيحقق لليمن النهوض والاستقرار.
سلمان المقرمي
استهداف بيت هائل 1493