بمجرد مرور لفظ الحب أمامنا لا بد أن نذكر قصة (هدى وعرفات) التي تضج بها الشوارع وصفحات الجرائد والتي تضعنا أمام تساؤلات كثيرة آخرها: هل سينجو الحب من فكي السياسة أم أنه ستسقطه الحدود مع الجارة؟ّ!.

الموضوع بدأ بقصة هروب فتاة سعودية مع شاب يمني تحبه بعد رفض أهلها تزويجه إياها، عبرَ الحب الحدود بين بلدين ليصل لليمن والتي استقبلته بالمحاكمة!.. هدى الآن تُحاكم بتهمة دخولها الغير شرعي لليمن برفقة عرفات وصرختها (أنا في وجييهكم يا أهل اليمن), وصلت للجميع وقابلها الكثير بالتعاطف, فيما القلة تصدرت مواقفهم الرفض لمجرد التعاطف معها.. ولي في هذا الجانب وجهة نظر!.
بالنسبة لموضوع الدخول غير شرعي لهدى فليست الأولى وليست الأخيرة ضمن دخول الكثير بصورة غير شرعية ولم تلمحهم حتى عين الرقابة، ولها حق اللجوء ولنا حق مناصرتها بعد استجارتها بشعب بأكمله، أما من حيث التعاطف معها فهذا من حق الجميع, خصوصاً وأن الحب ليس دافعاً وحيداً لهربها من أهلها، ليست كل البنات كهدى التي هربت ولكن هناك الكثير كهدى التي تتلقى تعاملاً تعسفياً من قبل مجتمع وأسرة لا تعترف بتاتاً بحق المرأة في اختيار شريك حياتها, وكما قالت صديقتي (أكيد أنها ما هربتش من سلا).. إذن هذه رسالة موجهة لأولياء الأمور بتجنب تضييق الخناق على بناتهم، ودفعهن للتفكير بطريقة مؤذية لهم ولهن.

سأعترف أنا مع حق هدى بالزواج ممن تحب وضد دفعها للهروب من تعسف مجتمعي وضد إعادتها ثانية للموت بعد أن اختارت طريقاً للحياة.. نعم عودتها لأهلها تعني تسليمها للموت ولو كُتب لجسدها الحياة، وإبقاؤها هنا سيخلف أضراراً أيضاً, ولكنها طفيفة فقد تخسر هدى أسرتها على إثرها, لكنها ستعيد ترتيب حياتها بالنحو الذي اختارته.

ما نخافه نحن المتابعين لقصتها أن تُسيس القضية, خصوصاً بعد منع وسائل الإعلام من تصوير الجلسة القبل نهائية لنطق الحكم وتحويرها إلى جلسة مغلقة مع سفير الشقيقة، هذا الأمر بحد ذاته سيكون شرارة لإثارة القضية في مجال أكبر ودفع البعض لخلط الأوراق والحكم عليهما تحت سقف السياسة بعيداً عن العدل ووجه الحق.

لا سُلطة على الحب حينما يختار الحياة.. هذه رسالتي لأهالي البنات وللشقيقة، ولأنها هدى السعودية التي أحبت عرفات اليمني سينتصر الحب وستنتصر الحياة وستسقط الحدود التي تصنعها السياسة المقيتة، هذا ما يجب أن تلتف حوله الأصوات.