نشرت في السنوات الأخيرة عدة أبحاث مفصلة مطولة حول نخرة الأسنان وأسبابها, وقد تبين للعلماء بعد مئات التجارب أن الأسنان المقاومة للنخر هي التي تحتوي على الكالسيوم والفوسفور بنسبة معقولة وكم كان استغرابهم عظيماً حينما تأكدوا أن إعطاء الكالسيوم وحدة بكميات كبيرة يعطي نتيجة عكسية, فيعرض الأسنان للنخر. وأن إصرار البعض بتناول كميات كبيرة من الكالسيوم بقصد تقوية بنية الأسنان خطأ مشهور يجب التوقف والتنحي عن مداولته ومداومته.
ويجب أن لا يغيب عن بالنا ولا يغرب عن أخيلتنا أن السبب الرئيسي لنخرة الأسنان هو تكاثر الجراثيم وتفريخها لولا هذه الجراثيم لما انتخرت الأسنان أبداً.
هذه الأسنان تنخرت سريعاً لمجرد إعطاؤها أغذية عادية غير معقمة ومن المعروف أن الجرثوم الواحد يبلغ المليون في فترة من الزمن إذا كان الوسط ملائماً لنموه, والأوساط السكرية أكثر ملائمة من غيرها لنمو الجراثيم ولهذا ينصح الأطباء الجميع وخاصة المرضى بالمضمضة عقب تناول أي مادة سكرية ولو كانت قطعة (شوكولاتة) أو فنجان قهوة, فالجراثيم تنمو وتفرخ وتعمل في تهديم بناء السن بعد ربع ساعة فقط من تناول السكر.
يتضح مما تقدم أن سلامة الأسنان رهينة بتنظيف الفم أولاً من بقايا الطعام, والمضمضة ثانياً عقب تناول أي مادة سكرية مهما كان نوعها وكميتها.. ثم بتناول مادة الفوسفور والكالسيوم بين الفينة والفينة الأخرى لتقوية بناء الأسنان وإطالة عمرها إذا استطاع فاقد الدر واللؤلؤ إيجاد ما فقد, فلن يستطيع فاقد الأسنان الطبيعية إعادة ما فقد من لآلئ ثغره ودرره ولو استعاض عنها بالأسنان الصناعية فهيهات هيهات أن تعيد هذه إلى الثغر سحر ضحكة.. أو إشراق ابتسامة.
فحافظ على أسنانك عزيزي القارئ وخذ حذرك.. إذا اضطررت لقلع سن من أسنانك لأن قلع الأسنان يهيج الجراثيم الرابضة في جسم الإنسان فتستيقظ تلك الجراثيم الكامنة فتنشط وتفرخ وتتكاثر فإذا هي بين عشية وضحاها قد غدت مؤذية ممرضة تسبب الالتهابات وأحياناً تغدو سبباً في حدوث التسممات الدموية وبعض الأمراض الخطرة بعد أن كانت هادئة ساكنة, ولذلك يجب استخدام المضاد الحيوي المناسب الذي يقرره طبيب الأسنان قبل قلع سن واحدة أو عدة أسنان بعدة ساعات لتفادي الإصابة بالتهابات بكتيرية والاستمرار بتناول هذا المضاد الحيوي بعد قلع سن أو ضرس لتجنب أي التهاب أو أذى يصيب جسم المريض..
أخيراً لا بد لنا أن نحذر الجميع من استخدام العيدان الخشبية الحادة من إزالة بقايا الطعام أو بقايا القات بين تجاديف وثنايا الأسنان لأن تلك العادة تسبب جروحاً في اللثة والميناء وحدوث التهابات في الفم والأسنان, يجب الإقلاع عن تلك العادة واتباع الطرق الصحيحة في تنظيف الأسنان وإزالة بقايا الطعام والقات.
د.عبدالسلام الصلوي
عوامل المرض تكمن بين الأسنان 1385