ثمة تساؤلات شائكة تدور في ذهني وأجد صعوبة بالغة في الإجابة عنها, ولا أدري هل هو لعلمي القاصر؟ أم لحدود معرفتي ؟ أم لعدم اتقاني للعبة السياسة وإجادة فنونها القذرة؟؟
تساؤلات كلها تصب في الشأن المحلي الذي بات اليوم على صفيح ساخن ولم يهدأ له بال, بل يزداد حدة وعنفوان وينذر بهول فاجعة ومصيبة ربما تحل بالبلاد والعباد في حال ظل الحال كما عليه ولم تتحرك الأطراف المعنية في الوطن لحل كافة القضايا الشائكة والعالقة وتضع حلول مثلى وجادة لكل شيء وتتجنب الحلول المؤقتة والترقيعية التي لن تفضي لشيء ولن تغير في الأمر شيء..
وتساؤلاتي هذه ربما طرحها قبلي الكثيرون ولا أدري هل اهتدوا إلى حلول؟ وهل أرضوا فضولهم وبلغوا غاياتهم ووجدوا إجابات شافية تخفف شيء من وقع هذه التساؤلات التي تضرب العقول والقلوب بقوة فاقة حدود المعقول..
ولن تنتهي هذه التساؤلات لمجرد أن أحدهم أجاب عنها أكان سياسي مسئول أو عادي بسيط يغالط نفسه بإجابات هو من أخترعها ووضعها حسب علمه وفكره وحدود معرفته باللعبة السياسية وبمشاكل المتناحرون في السلطة والأحزاب وكافة الأطياف السياسية المتواجدة على الساحة..
لماذا؟! لان تلك الإجابات إن لم تصاحبها حلول ومعالجات فعلية, وحقيقية نابعة من منطلق الشعور بالمسئولية تجاه هذا الوطن والشعب المغلوب على أمره, فإن الأمر لن يتغير وستظل ذات المشاكل وذات الفوضى وذات العبثية إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا..
عل أهم هذه التساؤلات هي عن الصراع الدائر بين الحوثيين الذين يحاولون توسيع نطاق رقعتهم ونشر مذهبهم والسلفيون الذين أتوا من شتى بقاع العالم لتدارس الكتاب والسنة ونشر تعاليم الدين, ولا ندري لمصلحة من هذا الصراع؟ ومن هي الأيادي التي تقف خلفه وتذكي ناره؟, وما الفائدة التي ستجنيها من هذا الوضع المضطرب؟!.
طبعا قد يكون تساؤلي هذا ساذجاً وإجابته يعرفها الصغير قبل الكبير, ولكن هذا التساؤل تنبثق منه تساؤلات أخرى مفادها. هل للنظام السابق يد في كل ما يحدث ؟ وهل لايزال يمتلك ذات القاعدة الشعبية من المخربين والعملاء الذين يأتمرون بأمره وينتهون بنهيه ؟ وهل فعلا لايزال النظام يمسك بزمام الأمور من خلال جحافله وزبانيته وهو من يتلاعب بالشأن المحلي ويزعزع السلم الاجتماعي ويخلق الفوضى والعبثية؟
إن كانت الإجابة نعم.. فلماذا إذن لا تحرك الدولة ساكنا ؟ ولماذا تترك له الحبل على الغارب ليعيث فسادا في الأرض والخلق, ويقلق سكينة الآمين ويق ض مضاجعهم؟ أليس المفترض بالدولة ورجالاتها أن تضرب بيد من حديد كل من كل من يعبث بحياة المواطنين والوطن.. ؟
وإن كانت الإجابة (( لا )) فمن المسئول عن كل هذا ؟ ومن هي الأيادي والأطراف التي تتلاعب بالوضع ؟ أكانت محليه أم خارجية وأوصلته إلى ما هو عليه اليوم من حالة الاختناق والاحتقان والاضطراب؟ ثم أين دور الحكومة بكافة أجهزتها في هذه الفوضى المهزلة التي تشهدها البلاد والعباد ويدفع ثمنها الأبرياء ؟؟ أليس من المفترض أن تكون الدولة حازمة وصارمة , لأتهادن أو تفاوض في أمن واستقرار الوطن ؟ أم أنها تصر على استخدام سياسة العصا والجزرة لأغراض في نفسها ؟
قد يقول قائل كل هذه المقدمة والسرد من أجل النظام السابق وقضية دماج وصعده, أقول له لا يا عزيزي القضية ليست النظام السابق وإنما هي مسألة دين, والدين أن ارتضينا أن يستبيحه البعض فمؤكد أن جشعهم ونهمهم ونفوذهم ربما يتوسع وحينها لن نوقفه مهما حاولنا, والأطراف المتلاعبة في صعدة هي نموذج فقط لحالة الفوضى والتخريب التي تشهدها البلاد في كافة المناحي الحياتية التي نعلمها جميعا ونعايشها كل يوم..
فهد علي البرشاء
تساؤلات بريئة 1199