القواعد الصحيحة الواجب إتباعها في التنفس:
1- يجب الاعتياد على التنفس من الأنف لا من الفم, خاصة في أحوال البرد وفي أجواء والأمكنة الوسخة حيث الهواء مشوب بالشوائب والجراثيم.. وذلك لأن فتحتي الأنف فيهما الأعصاب الشمية كي يتجنب الأمكنة التي تتصاعد منه الغازات والروائح الضارة السامة التي تؤذي الجسم والرئتين.. كما يبطن الأنف غشاء مملوء بالعروق الدموية ومهمته تسخين الهواء قبل دخوله إلى الرئتين، كما يفرز الغشاء مادة مخاطية لزجة تمنع دخول الغبار وذرات الأوساخ إلى الرئتين وبمساعدة الأهداب والأشعار في نواحي الغشاء.
2- إن التنفس العميق ينقص كمية غاز ثاني أكسيد الكربون السام المتراكم في حنايا الرئتين نتيجة الاحتراقات، كما يتيح الشهيق العميق استيعاب كمية كبيرة من الأوكسجين تزيد في عمليات الاحتراق الداخلية فتزداد القابلية إلى الطعام وتنشط الدورة الدموية وتنفتح الأسناخ الرئوية, مما يمنح الشخص مناعة ضد الأمراض الصدرية كالسل.
3- ينصح كل إنسان بعد السكن أو السهر في غرفة واحدة تظم أشخاصاً عديدين أو تشاركه فيها بعض الحيوانات والورود والرياحين، لأن تلك الحيوانات والنباتات تستهلك الأوكسجين الضروري للإنسان وينقص من زاده الحيوي، وتعتبر تلك الأماكن أو المساكن تحوى هواء فاسداً لأنها سيئة التهوية وضارة صحياً.
4- يجب على الإنسان أن يختار المكان الصحي والمناسب لنومه, يتجدد هواؤها باستمرار، غنية بالأكسجين, خالية من الغازات المسامة مثل دخان الفحم وغاز ثاني أكسيد الكربون.. كما لا يجوز النوم في غرفة (السهرة) على الإطلاق بسبب فساد جوها الذي استهلك السامرون أو مخزنو القات ما فيه من هواء نقي وبما نشرته أجسامهم من غازات الزفير وغازات البطون وروائح العرق وأدخنة السجائر أو الشيشة أو المداعة في مجالس القات.. وخاصة إذا كانت تلك الغرف المخصصة للمقيل والتخزين لا تتوفر فيها نوافذ أو مراوح شفط الهواء.. أما إذا كان المرء فقيراً وفي شظف من العيش ولا يملك إلا غرفة واحدة لنومه وسهره ومأكله، فعليه أن يأوي إلى فراشه أن يفتح النوافذ لتجديد هوائها وطرد ما فيها من غازات فترة مناسبة.
5- لا يجوز وضع المدافئ في غرفة النوم قصد مكافحة البرد، خاص موقد الفحم لأن استهلاك المدفأة للأوكسجين يفوق ما يستهلكه عشرة أشخاص معاً, فضلاً عما تنشره من روائح المازوت أو غاز الفحم وغيرها، بل يجب ترك نافذة واحدة من نوافذ غرفة النوم مفتوحة صيفاً وشتاءً ليتجدد هواؤها باستمرار ويستطيع النائم مكافحة البرد بالتدثر بالبطانيات الصوفية.
6- التعود على تنظيف فوهات الأنف قبل النوم وأن نعود أطفالنا على ذلك لتكون واسعة وتستطيع استنشاق أكبر كمية من الهواء بحرية وسهولة.. أن نعودهم أيضاً على أن يكون تنفسهم عن طريق الأنف لا عن طريق الفم.
7- علينا أن لا نتخم معداتنا ومعدات أطفالنا بطعام العشاء, لأن توسع البطن يكون على حساب سعة الصدر، والبطن المنتفخ يدفع بالحجاب الحاجز الذي يفصل بين الصدر والبطن إلى أعلى فتقل سعة الرئتين وبالتالي تقل إمكانية استيعابها الهواء المنشط، وفي سبيل هذه الغاية يوصي الجميع بدخول المرحاض وإفراغ أمعائهم من الفضلات البرازية وإفراغ مثاناتهم, لأن التخلص من البراز والبول ليلاً وقبل النوم يوفر للمرء ما تعادل سعته (400) سنتيمتر مكعب تستقيد منها الرئتان, كما أن ذلك السلوك يوفر للمرء نوماً هادئاً خالياً من أي مضايقات هضمية أو مشاكل تنفسية.
8- يجب على كل إنسان أن يخرج من الصباح الباكر إلى الهواء الطلق أو إلى النافذة لإجراء التنفس العميق لمدة خمس دقائق تقريباً وذلك لطرد غاز ثاني أكسيد الكربون من الرئتين واستبداله بهواء نقي غني بالأوكسجين.. ولهذا يفضل ممارسة التمارين العضلية والرياضية ورياضة المشي كل صباح وخاصة في الشتاء ولو لمدة قصيرة.
9- الرياضة التنفسية: تحتل الرياض التنفسية مكان الصدارة في عالم الطب ويوماً بعد يوم ويوليها كثير من الأطباء أهمية عظيمة في معالجة شتى الأمراض.. فينصحون بها كل من يشكو عسرة في التنفس أو مشاكل صدرية أو رئوية كالتهاب القصبات والربو انتفاخ الرئتين ومرض السل كما ينصحون بها البدينين والمصابين بضعف الشهية والكسل.. وتجرى هذه الرياضة في الهواء الطلق في الصباح الباكر ولا يلبث من يمارسها أن يشعر بالنشاط والقوة والحيوية خلال أيام معدودات وتشكل له مناعة من الأمراض.
د. عبد السلام الصلوي
الهواء.. قوة وغذاء 1329