;
مروان المخلافي
مروان المخلافي

سلطة "البلاوي".. يا رايح كثر الفضائح 1410

2013-11-06 11:19:32


في فضيحة أخرى للفريق أول عبدالفتاح السيسي بثت شبكة رصد تسجيل صوتي جديد منسوب له أن المؤسسة العسكرية في حاجة لتحصين دورها دستورياً لمدة لا تقل عن 15 عاماً بغض النظر عمن يكون في سدة رئاسة البلاد.

وأضاف السيسي خلال حواره مع رئيس تحرير جريدة "المصري اليوم" ياسر رزق أنه حينما يطلب تحصين المؤسسة العسكرية في الدستور إنما يطلب ذلك لأن هذه المؤسسة تمثل -على حد قوله- العمود الحقيقي للدولة.

وجاءت هذه الفضيحة بعد عدة فضائح كان آخرها تلك التي طالب فيها السيسي الشهر الماضي، في تسجيل صوتي منسوب إليه بثته نفس الشبكة، بوضع مادة في الدستور تحصنه في منصبه وزيراً للدفاع وتسمح له بالعودة لاستئناف دوره حتى لو لم يصل إلى الرئاسة.

ويخاطب السيسي في التسجيل شخصاً قائلاً: "أنت المفروض تقود حملة مع المثقفين تحصن الفريق السيسي في منصبه كوزير للدفاع، وتسمح له بالعودة لاستئناف دوره حتى إن لم يدخل الرئاسة".

وكانت شبكة رصد بثت على الإنترنت في وقت سابق تسجيلاً مصوراً مسرباً للقاء بين السيسي ومجموعة من الضباط في دار الحرب الكيميائية لمناقشة ما بدا أنها خطة للسيطرة على وسائل الإعلام وإعادة الخطوط الحمر التي حطمتها ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011.

ومما يزيد من فضاعة هذه الفضائح أنها جاءت بعدما قاد السيسي -بمباركة شخصيات دينية وسياسية- انقلاباً عسكرياً على الرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو/تموز الماضي, وعقب ذلك قتل المئات وأصيب الآلاف في عمليات عنف مورست ضد مناصري مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، وزج بالآلاف منهم في السجون، حسب ما يقول التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب.

إذاً نحن أمام فضائح متتالية ما زال الباب مفتوحا أمامهاً، والعجيب أنها في ظاهر الأمر لا تهم أصحابها، إلا أنها تنزل عليهم كالرواعد والصواعق لأنها فضائح وليست فضيحة واحدة، ولو أن مرسي كان قد صرح بواحدة منها لقامت عليه الدنيا ولم تقعد، أما لأنها صدرت من رأس الانقلاب فلا أظن أن الذين أيدوا الانقلاب سيقومون بإدانتها، وأخذها بعين الاعتبار، ولا اعتقد أن الأمر سيستمر على ما هو عليه من سكوت على مثل هذه التصريحات من قبل المؤيدين للانقلاب، لان قاطرة الاعتقالات للمعارضين ستطالهم عندما يجدون أنفسهم خارج حفلة توزيع الكعكة.

وما نريد لفت الأنظار إليه أن مثل هذه الفضائح تزيد من صمود الغاضبين على الانقلاب، فها هي شوارع القاهرة تنتفض على غير عادتها ونحن نراها اليوم تشهد حراكا غير مسبوق، والأمر نفسه في عدد كبير من محافظات مـصـر- بعد سماعها لفضيحة السيسي الأخيرة- مظاهرات ومسيرات قامت بها المدن والمحافظات استجابة لدعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب ، فقاموا على إثرها بالاحتشاد في الميادين تحت شعار "أسبوع محاكمة إرادة شعب", رفضاً للمهزلة المسماة محاكمة الرئيس الشرعي محمد مرسي والمقرر أن تجرى الاثنين 4نوفمبر..

وكم كانت تلبية الناس رائعة من الجميع تعبيراً عن رفضهم لما وصفوه بحكم العسكر، وكل ذلك وسط تفاعل كبير من المارة، كل هذه التحركات تدل دلالة واضحة لا لبس فيها بأن الشعب ما زال على نضاله الذي بدأ ه عقب الانقلاب على الشرعية.

والعجيب أن المتظاهرين على الرغم من الاعتداءات المتكررة التي تقوم بها قوات من الجيش والشرطة ومجموعة من البلطجية ليس آخرها اعتداؤهم على المسيرة عند اقترابها من منطقة المنتزه، بإطلاق الخرطوش وقنابل الغاز المدمع بكثافة، مما أوقع عدداً من الإصابات، كما اعتقلت هذه القوات عددا من المتظاهرين، وما يرفع الرأس تأكيد المشاركين أنهم مستمرون في المسيرات والمظاهرات مع اقتراب محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي.

من المهازل التي أصبح المصريون يتندرون بها أن السلطة الغاشمة في مصر سلطة الببلاوي أو سلطة "البلاوي" التي أصبحت تكثر من فضائحها نظراً لأنها تشعر أنها أصبحت تناضل من أجل بقائها ستحاكم مرسي على اتهامات وجهها له القضاء بالتحريض على قتل المتظاهرين في الأحداث التي وقعت أمام قصر الاتحادية الرئاسي في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وأسفرت عن سقوط ثمانية قتلى، وتهمة التخابر لصالح حركة المقاومة الإسلامية حماس "الصهوينية", أي مهزلة هذه التي يتحدثون عنها وعن شرعيتها.

الثابت غير المتغير في الأمر أن الرئيس محمد مرسي باق على عهده وفياً للشهداء، وأمهات الشهداء وأقرباء الشهداء ووطن الشهداء، فبحسب أقاربه وشخصيات قليلة تمكنت من زيارته بعد عزله، فإن مرسي لا يزال على موقفه المتمسك بشرعيته كرئيس منتخب لمصر، رافضاً الاعتراف بشرعية المحكمة والمحاكمة.

ومن المهازل التي لا تتحرج منها سلطة الانقلاب في مصر أن يبدأ وزير الخارجية الأميركي جون كيري زيارة لمصر في اليوم الذي يسبق المحاكمة، في زيارة تعد الأولى للوزير منذ انقلاب 3 يوليو/تموز الماضي حيث تأتي في وقت يسود فيه توتر العلاقات بين القاهرة وواشنطن بعدما علقت الولايات المتحدة بعض مساعداتها العسكرية لمصر.

وفي مؤشر على توتر العلاقات بين البلدين، قال وزير الخارجية المصري نبيل فهمي الشهر الماضي إن العلاقات بين مصر والولايات المتحدة تشهد اضطرابات الآن قد يعاني منها الشرق الأوسط بأسره.

وأكد في تصريحات لصحيفة الأهرام الحكومية أن مصر اعتمدت على المساعدات الأميركية لفترة طويلة للغاية، وأن واشنطن مخطئة في افتراض أن مصر ستسير على نهجها طوال الوقت.

وفي 10 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، علقت الولايات المتحدة معظم مساعداتها لمصر البالغة 1.5 مليار دولار، منها 1.3 مليار دولار مساعدات عسكرية، بسبب ما وصفتها "بحملة القمع الواسعة" ضد أنصار الرئيس ومع ذلك يأتي وزير الخارجية الأمريكية وفي وضح النهار في إشارة إلى أن الانقلاب تم مباركة أمريكا وإلا ما ذا يعني زيارته في هذا التوقيت إن لم يكن بمقدوره تأجيلها يوما فقط.

اليوم وبعد الصمود الأسطوري الذي ما زال الشرفاء من أبناء مصر يمارسونه كخيار لهم في مواجهة قادة الانقلاب ، سيصح – لا محالة - من المعلوم لدى قادة الانقلاب أن القبض على المناصرين لن يزيدهم إلا همة وعزيمة وإصراراً، وهم الذين كانوا يظنون عبثا أن مثل هذه الاعتقالات ستمثل بداية النهاية للمظاهرات الطلابية بجامعة الأزهر، ومهما حاول قادة الانقلاب من استغلال حوادث اعتقال قيادات الإخوان، وإظهارها كإنجازات ضخمة، في محاولة منهم لتخفيف الضغوط التي يعانون منها نتيجة استمرار الحراك الشعبي الرافض للانقلاب، وتدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية في البلاد.

وسؤالي لدى قادة الانقلاب هو أي إنجاز هذا الذي تعدونه باعتقالكم للقيادات والأمر- كما نعرف - في غاية السهولة، خاصة في ظل الحملة المسعورة التي تشنها قوات الأمن عليهم، كما أن جميع قيادات الإخوان سواء في القاهرة أو المحافظات معروفون لدى الجميع، وهم الذين عهدناهم من خلال تاريخهم الممتد لسنوات طوال أنها قيادات تفضل السجن بمصر على مغادرة البلاد، لكن ما يجب معرفته من قادة الانقلاب أن مثل هذه الاعتقالات أبدا لن تؤثر على بنية الجماعة، أو على المظاهرات الرافضة للانقلاب العسكري، لأن الأزمات هي التي تصنع القادة، ولولا جهاد القادة وصبرهم وصمودهم ما خرجت القيادات الميدانية الشابة التي تقود الشارع المنتفض ضد الحكم العسكري.

ولا بد لي وانا أتحدث عن سلطة "البلاوي" التي أصبحت ترتكب الفضائح كما تتنفس أن أتطرق لموضوع تلميع السيسي ، فالموضع الذي أصبح تناوله بشكل كبير من قبل كثير من الجهات ليس أقلها المؤسسة العسكرية التي تؤيد ترشحه وعندما أقول المؤسسة العسكرية فإنني اقصد قادتها الذين يمسكون بزمام الأمور لصالح طرف نظرا لأنها كانت ضمن الجوقة التي كانت تمثل الزمرة والحاشية لحسني مبارك, لذلك فمن الطبيعي أن تدفع باتجاه ترشح السيسي الذي أنا على يقين أن يصير الجيش فيما بعد جيشه ويدين له بالولاء الشخصي نظرا لأنه سيكون تحت آباطه وهذا ما يجب أن يتنبه له التحالف الوطني لدعم الشرعية.

والحملة لم تعد تنطلي على الشعب المصري، فالجميع يعرف بأنها تهدف فقط لتلميع السيسي للترشح للانتخابات القادمة، ومن ثم تزوير النتائج ليصبح رئيسا لمصر، فضلا على أنها حملات ممولة ومدعومة من قبل بعض رجال الجيش والشرطة والقضاء والإعلام والأعمال الذين قال إنهم يتصفون بالفساد وتتوافق مصالحهم مع رغبة السيسي في قيادة البلاد، حسب تعبيره، وإلا ماذا يعني أن تأتي في إطار عشوائية سياسية تعيشها مصر وتفرز الكثير من الحركات والفعاليات الهادفة في مجملها لإضعاف التأثير السياسي للأحزاب الكبيرة وتهميشها بهدف صناعة أوهام سياسية تحقق أهداف من وصفهم بالانقلابين.. أما حملة "علشان رجالة" فمن الواضح أنها تأتي على خلفية تراجع شعبية الفريق السيسي وضعف الحالة الشعبية التي تجمعت حوله بعد عزل مرسي.

وعلى ضوء هذه البلاوي أستطيع القول أن الانقلاب يا سادة في طريقه إلى الفشل الذريع، حينها لن يكون أمام الشعب إلا القصاص من قتلة الشهداء الذين غامروا بشرعيته من أجل مصالحهم وأهوائهم ونزواتهم، فتباً لهم.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد