يعيش المعلمون في دول كثيرة من العالم مكانة رفيعة ومحترمة في أوطانهم ويتقاضون رواتب تكفيهم هم ومن يعولون ويتمتعون باحترام شعوبهم لهم ويقومون بواجباتهم على أكمل وجه، بينما يعيش المعلم اليمني أسير هموم كثيرة سوف نتناولها بمقالات لاحقة بالتفصيل، فالمعلم في اليمن السعيد ليس سعيداً راتبه لا يكفيه وليس له سكن يؤويه، والجهات المعنية به مشغولة بنفسها، والمجتمع لا يتعاون معه، ونقاباته مشغولة بخلافات في بينها، ديونه كثيرة، جل طلابه مهملون.. محبطون، إدارته متسلطة، وقوانين جائرة، وأصبح لا يستطيع توفير احتياجات أبناءه وأسرته، يتهرب من كثير من التزاماته ، وأصبح عاجزاً عن شراء احتياجاته الخاصة به، وكذلك متطلبات عمله الدراسي، مشغول في البحث عن مصدر آخر للرزق، همومه بغلت حداً لا يطاق، وأصبح غارقاً في بحر كل هذه الهموم، فهو بحاجة ماسة لإعادة الثقة له بنفسه من قبل الجهات ذات العلاقة وبالأخص وزارة التربية والتعليم وغيرها من الوزارات المعنية، لأنه العنصر الأساسي والمهم في العملية التعليمية والتربوية، فلا بد من إعطائه حقوقه كاملة، والاهتمام به في الجانب المعرفي وغيره من الجوانب ، كي تسير العملية التعليمية على أكمل وجه، وبحسب ما هو مخطط له دون تسويف أو تأخير، فحقوقه مكفولة في الدستور والقانون وهي بحاجة إلى إرادة قوية من القائمين على أمر البلد وتنفيذها في أقرب وقت ممكن، كي نرى معلمينا بلا هموم وتعليمنا بلا عراقيل ولا عقبات.
وفي الأخير نوجه التحية لكل معلم شريف يؤدي عمله بإخلاص وتفانٍ في كل مدن وربوع وضفاف وقرى وقفار وصحاري بلادي.. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه.
فكري الشرماني
هموم معلم... 1171