كم نحن بحاجة اليوم إلى الرجال الأقوياء الذين نخرج بهم اليمن مما هي فيه من فتن ونعيد ترتيب أوضاع مصالحنا ومصطلحاتنا من جديد وكيف يتم الاستفادة منهم.
وفي ظل هذه التداعيات لابد من إعادة هيكلة مصلحة شؤون القبائل حيث كان الهدف من إنشائها صرف البطائق والمرتبات للمشائخ حتى أصبح المشائح أكثر ثراء وغناء وفساداً ولابد من إنشاء تجمع قبلي بقرار جمهوري من مهامه المساعدة على حفظ الأمن والقيام بتسوية النزاعات القبلية ، ومن مقتضاه المحافظة على السلم الاجتماعي, مما يعزز روح السلام والوئام بين أفراد الشعب ، لقد كان الرسول علية الصلاة والسلام أسوة لنا في قيادة الأمة عندما كان يضع الرجل المناسب في المكان المناسب فقال في حديث ما معناه أهل القران لأهل القران وأهل الحديث لأهل الحديث وأهل الحرب لأهل الحرب.. ويا ليت يكون البطل المسلم الهندي (كوز خان) في مملكة جانسي في قديم الزمان مثال لشبابنا في كيفية حب الأوطان.
لن نستنصر إلا الله، وستظل كلمات أهل الباطل هي السفلى وسوف تعلو توجهات أهل الحق إن شاء الله، لماذا لم تؤثر فينا العبادات كمسلمين، أين نحن مما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام؟, أين نحن من مواقف الصحابة والقادة العظام؟، الثورات عمل وليست شعارات، وأين هي فلسفة الشباب وأفعالهم التي نعتمد عليها غير الشتائم والسباب؟, متى تكون اليمن في فكرنا هي أولاً؟, متى نشعر بالسعادة والسرور وإنهاء الموانع التي أفقدتنا الثقة بالمسئولين ؟ سلطات لم تكن على صلة بالمواطنين ولم توصلنا إلى الهدف الذي يصون حقوق وحريات الفرد لأنهم اضعفوا مركز وهيبة الدولة وتنقصهم الكفاءة وحبهم لعملهم ووطنهم وكأنهم مجموعة غير متجانسة ومن غير أهل العلم والفضل ولم يكونوا من أهل الفقه والدراية في حل المشاكل وإنصاف الخصوم وتحقيق الطموحات، أين هي خارطة المستقبل لليمن عند الأحزاب والجماعات وما هي هويتهم غير رفع البندقية على بعضهم، نعيش بين تيارات مختلفة ومتناقضة لم تحقق لنا الحلم والاطمئنان الذي نبتغيه ونتمناه حتى نعايش التطورات، ولم تسهم في نشر الخير والمحبة داخل المجتمع؟، هل يحق لنا أن نطلب ما نريد في اليمن؟.. لا نستطيع لأن الأحزاب والجماعات على خلاف ما نريد، كم جهدنا نلاحق الحروب والأزمات ، كانت بلادنا في ما مضى تتصدر البلدان في عراقة تاريخها حتى أنها سميت اليمن الخضراء والعربية السعيدة وقد اشتهرت اليمن بسدودها ومدرجاتها وقصورها وفنها المعماري من أرقى فنون العمارة وكانت من البلدان ذات الشهر بزراعة البن وقوافلها إلى آسيا وإفريقيا والهند وكان البن اليمني هو الأشهر في العالم حضارة ومجد وتاريخ لكنها اليوم تغوص في أعماق التخلف، شعب يضيع نصف يومه في اللهو بالتخزين للقات لساعات من الليل والنهار وفي صنع الأزمات..
الحقيقة اليوم نحتاج إلى معاهدة للتآخي بدلاً عن دعاوى الحروب والنزاعات والتعصب والعنصرية ، فهل جاء الوقت لكي نلتقي ونهتم بأمور بلدنا وما تستحقه من الجهد والاهتمام.. إننا في حالة اردتاد للتخلف السياسي والاجتماعي والاقتصادي فهل نعيد الأمور إلى نصابها ووقف الترتيب الممنهج الذي لا يناسب تاريخنا الطويل ونسعد برجال الحكم الأقوياء في تثبيت التطور وإحداث التغيير المطلوب من اجل مجتمع أكثر توازناً..
وللأسف إن قيمنا وعاداتنا التي رسخها الآباء والأجداد كأن هناك مشروع لإلغائها وعدم ديمومتها بالحياة التي تهدف إلى تحريك وجدان الإنسان الملامسة لعالم الفضيلة والكمال وتحري السلوك الأفضل قولاً وممارسة وتتقبلها صدور الناس وتشتمل على معاني ومعارف الفخر والاعتزاز ، لقد افقدونا حب الوطن وانتزعوا فينا الافتخار لا توجد اليوم قوة تحركنا نحو العمل والبناء ووضع المعالم والدروب والمسالك لأن سياسة القطيع جعلونا حبيسين الظلمة والظلام ولا نستطيع النفاذ بتفكيرنا نحو الفضاء وبزوغ فجر جديد يحدد لنا الأحلام.. لقد مضى علينا زمن ونحن نحلم بتغيير واقعنا المختلف اجتماعيا واقتصاديا وفي التعليم والصحة والقضاء والأمن على أمل التحول باليمن إلى المستقبل وتغيير مفاهيم الفود والهبر ومن معه رصيد وعمارات ومن يكسب الأكثر، واليمن لا تستحق مننا كل هذا الإهمال والحرمان والجفاء، فهل تسجل للرجال مواقف في المساهمة في الحفاظ على امن وسلامة الوطن ويا ليت تعود الأحزاب والجماعات إلى جادة الصواب واليمن وطن الجميع ويستوعب الجميع وكل المشاريع المذهبية والمناطقية والعمالة للخارج لن تكون اكبر من الشعب والوطن.
ولا بد للحوثي والحراك والقاعدة أن يعرفوا بأنهم إخوان لنا وعليهم ترك الرشاشات والقنابل والمتفجرات والبندقية وتقديم مشاريعهم التي تتجاوز حدود تفكيرهم وتتعدى مناطقهم ومحافظاتهم وتشمل كل اليمن ويكفي قتل وتشريد لأبناء اليمن.
محمد أمين الكامل
اليمن في ظل سياسة القطيع (2) 1284