الشعب اليمني العظيم خاض غمار حروب طاحنة عوًدته على الجلد والصبر والمصابرة، فضلاً عن كونه مهيأ للتعاطي والتعامل مع مختلف الاحتقانات السياسية، والشعب اليمني العظيم أظنه على مقدار عادل من النضوج والوعي والإدراك، فهو شريك حقيقي للسلطة في العملية الإنمائية والتنموية سياسياً وتربوياً واقتصادياً واجتماعياً حتى يتحقق للأمة مزيداً من الرقي والتقدم والرفاه، والازدهار.
وشعبنا اليمني العظيم على اقتدار كامل وسعي دؤوب للتفاعل المستمر والجاد مع توجهات الدولة في البناء والإعمار، الوطني الشامل في المرحلة الآنية وما تبقى من المرحلة الانتقالية من خلال المباركة الشعبية والجماهيرية للانتقال باليمن إلى أحضان تحدٍ مشرق وضاء عن طريق إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد في 21/2/2014م على رغم من تلكؤ البعض- في السلطة- وانحيازهم إلى رأي التمديد للأخ/ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية الانتقالي الذي قام بتأدية دوره بنسبة نجاح لا تتعدى 60%.
لقد ضاعت الحقوق وأهملنا الواجبات في غضون عامين من المرحة الانتقالية التي غابت فيها العدالة والحرية والمساواة الاجتماعية واعتلت فيها العنصرية والمناطقية والمذهبية والعدل الزائف ذلك لان كل شيء في السلطة سواءً جرى وتم بالتوافق السياسي بين مختلف القوى والفعاليات السياسية والحزبية إلا أنه من المفيد القول إن المرحلة الانتقالية كانت عملية تسوية سياسية للوضع السياسي الداخلي المنهار بعد نجاح ثورة الشباب الشعبية السلمية في 11 فبرير 2011م والتي أرغمت رأس النظام السياسي السابق من الرحيل الإجباري بعد تلطخه وأزلامه بدماء الثوار الأحرار الذين لن يعفيه من الملاحقة القضائية من أجل القصاص العادل منه ومن أزلامه المتنفدين والداعمين لمجازر إرهابية في حق الشباب في جمعة الكرامة وجولة كنتاكي وفي مختلف الأماكن كي ترفرف راية العدالة في سماء الوطن اليمن الواحد الموحد.
إن شعبنا اليمني العظيم في الشمال والجنوب وفي الشرق والغرب داعم حقيقي للوحدة الوطنية المباركة كيف لا؟!... وهي ترجمان عملياً لنضالاته الواسعة ضد الهيمنة والنزعة الأحادية السياسية التي فُرضت على شطري الوطن ردحاً من الزمن، فمع إعادة تحقيق الوحدة الوطنية المباركة في الثاني والعشرين من مايو المجيد عام 1990م تنفس شعبنا اليمني العظيم الصعداء وأعيد ترتيب أوضاع الأسرة اليمنية الواحدة على أرض الواقع العملي الملموس وهو ما يدفع بأبناء اليمن قاطبة اليوم إلى المحافظة على منجز الوحدة ورعايته الرعاية الأكيدة من خلال إشاعة أجواء الأخوة والمحبة ونبذ ثقافة الكراهية وعدم الإصغاء إلى الأراجيف والشائعات التي تحاول مس وحدتنا في مقتل، فالمرتزقة والمرجفون في فصائل الحراك الجنوبي المتطرفة يلتهمون الملايين من أجل تعكير الصفاء الوحدوي وشق وحدة الصف الوطني ويحاولون تحاول عبثياً يحاولون فالشعب مرتبط ببعضه البعض فالأب من تعز والأم من أبين .
ولا صوت يعلو فوق صوت الشعب، الشعب قرر مصيره في العديد من المناسبات كانتخابات الدستور أو الانتخابات التشريعية لمجالس النواب أو الانتخابات الرئاسية فذلك قبول بالوحدة فهو بمثابة الاستفتاء على وحدة الوطن، ثم أن عمر الوحدة الوطنية المباركة مديد حيث يناهز الثلاثة والعشرين عاماً وهو كفيل بصهر وإذابة جميع عوائق التشطير، فالشعب اليمن العظيم خلال هذا العمر- كما أشرنا- تصاهر مع بعضه واختلط بالزواج الشرعي، فمن الصعب إعاقة وعرقلة مسيرة الوحدة المبكرة أو إعادة عجلة التشطير إلى الوراء، لأننا لا نستطيع تفكيك الأسرة اليمنية الواحدة في البيت الواحد الذي نشأ عن طريق علاقة شرعية هي الزواج، لذلك فإن أي مخرجات لمؤتمر الحوار تكرس الانقسام سيثور عليها الشعب وسوف ندافع عن الوحد الوطنية المباركة من فلول والردة بقوة السلاح الشرعية وإلى لقاء يتجدد.
عصام المطري
لا صوت يعلو فوق صوت الشعب 1134