إن سنة الله في التحول والتداول قائمة ومستمرة ،وإن حركة الزمان لا ترحم جامدي العقول الواقفين الجامدين ،ولا تنتظر المترددين الخائفين ،الذين يفكرون ويعيشون عصرنا هذا بتفكيرات عصور خلت وكان التفكير والتفقيه لأمة قد خلت لها ما كسبت ولنا ما سنكسب من الفهم والفقه والاجتهاد، ولا يميزون بين المبدأ الخالد والوسيلة الفانية، والمبدأ يقول :إن كل توقف يتحول إلى تخلف أن عدم ادارك هذه المسافة الفاصلة بين النص القرآني والنبوي الذي لا يخالف القرآن العابر للزمان والإنسان والواقع ،أو التطبيق الكامل للشريعة والتطبيق الاجتهادي الممكن لها ،جعل البعض إن لم أقل الغالب يعيش في المثاليات والإشكاليات والصراعات الموهومة، ولم يعد بمقدوره رؤية الواقع بظروفه المختلفة، فوقع في إحدى المشكلتين: إما القنوط والإحباط واليأس، ومن ثم اعتزال الناس والعيش في عالم الأحلام، وإما تجاوز السنن الكونية والشرعية وتخطى عامل الزمن، ومن ثم جلب له ولجماعته أو حركته أو حزبه أوأمته الويلات والمصائب، والتي قد لا تنتهي إلا بانتهاء أجله المحتوم، والنماذج الموجودة شاهدة على هذه المشكلتين.. والله الموفق..
محمد سيف عبدالله
الإحباط أو القنوط!! 1187