من أكبر الشتائم التي يمكن أن توجهها إلى مسلم أن تقول له يا يهودي لما عُرف به اليهود من أخلاق دنيئة، لكن البعض من أمة محمد ـ صلوات ربي وسلامه عليه وفي ظل الأوضاع الراهنة قد تخلقوا بأخلاق اليهود وساروا على دربهم وقلدوا فعالهم ومن هذه الأخلاق اليهودية الدنيئة, خُلق لا أدري ماذا أسميه, توضحه قصة الصحابي الجليل/ عبدالله بن سلام ـ حبر اليهود ـ عندما جاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليعلن إسلامه وقال: يا رسول الله، إن اليهود قوم بهت; وإنهم إنْ يعلموا بإسلامي بهتوني، فأرسلْ إليهم، فسَلْهُمْ عنِّي. فأرسل إليهم. فقال: "أي رجل ابن سلام فيكم؟" قالوا: حَبْرُنا وابن حبرنا، وعالمنا وابن عالمنا. قال: "أرأيتم إن أسلم، تسلمون؟" قالوا: أعاذه الله من ذلك! قال: فخرج عبد الله، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله; وأن محمدًا رسول الله. فقالوا: شرُّنا وابن شرِّنا; وجاهلنا وابن جاهلنا. فتجد ثلة من الناس يشهدون لشخص ما برجاحة العقل وصدق اللسان ونظافة الأفكار وسمو الأهداف, فاذا ما خالفهم الرأي في قضية ما قلبوا له ظهر المجن وغيروا رأيهم فيه ١٨٠ درجة ليصبح منافقا ومجنونا و مهزوزا وعميلا وإرهابيا وفاسقا وعلمانيا وبلطجيا ورجعيا وفلولا وصاحب فكر مغشوش وأهداف ساقطة ويعلم الله كم دفعوا له؟ إلى آخر قائمة الاتهامات المتداولة بين الناس هذه الأيام.. فاذا وافقهم في قضية أخرى عادوا إلى مدحه وشكره والتغني بأفعاله وأقواله وآرائه, وآخر الأمثلة التي يمكن أن نستشهد بها هو موقف البرادعي من فض اعتصام رابعة في مصر وتدخل الجيوش في الأمور السياسية والأصل في الدين الاسلامي أن نعترف للإنسان بفضله وإيجابيات مهما خالفهما الرأي وأن ننتقد سلبياته وأخطاءه مهما وافقنا الرأي ولا ننفي مع ذلك إيجابياته السابقة.
أحلام القبيلي
لا تتخلقوا بأخلاق اليهود 2164