أكتب هذه السطور من واقع الأحدث المؤدية غالباً إلى موت عائلي بالكامل أو إعاقة دائمة للمحظوظ، والقلب يعتصر ألماً لعشرات, بل ولمئات الضحايا خلال هذا العالم 2013م، أمام مرأى ومسمع الجهات الحكومية والأمنية المختصة، وكان هؤلاء الضحايا العائدين إلى الوطن بالشوق والحنين للأهل والأحباب، هم على موعد لشوق وعطش قطاع الطريق وعشاق الموت مقابل مجموعة أغراض على متن مركبة. ذلك المغترب أو حفنة متبقية من المال الزائد عن نفقات الكفيل وتصحيح الوضع لمن يطرأ على بال هذا المغترب وعائلته أنها ستكون سبب حتفهم وقدرهم المنظر لهم في وطنهم من مجموعة وحوش ينتموا إلى بني البشر في الشكل وإلى الحيوانات المفترسة المتوحشة في السلوك والأفعال، فمن هذه الحوادث التي أعرفها والقريبة مني ثلاث عائلات لقت حتفها وفي مكان واحد وفي أوقات مختلفة ما بين عيد الفطر وعيد الأضحى لهذا العام 1434هـ دون الحوادث التي تعرض أصحابها إلى السلب والنهب بتهديد السلاح مقابل النجاة من الموت في الطريق الساحلي بين الحديدة وعدن وآخرها ذلك الحادث المروع لحدث عائلة مكونة من أب وأم وطفلين واثنين إخوة الأب ونجاة طفلة وحيدة عمرها 6سنوات, ففي الحادثة بنفس الخط مر أحد المسافرين بسيارته وبعد الحادث دفعه الوازع الإنساني لإنقاذ من يستطيع إنقاذه ووجد شخص واحد مصاب وخمسة آخرين فارقوا الحياة واستحلفه بالله أن يأخذ ما معه من مال ومجوهرات أمانة عنده حتى يأتي من يستلمها بعد أن أعطاه أرقام تلفونات أقارب أصحاب الحادث، وطلب منه مغادرة المكان فوراً.. والفعل أتى من يسأل عن هذا المال إلى منزله الكائن في المنصورة, حيث أن سبب الحادث يميل غالباً إلى عمل الحرابة المحترفة جداً. بهذا أناشد كل مسؤول يخصه الأمر يتحلى بضمير إنساني أن يعم لعلى وضع المعالجة الكفيلة بالحد مثل هذه الأعمال التي تغضب الله ورسوله والمؤمنين وإن شاء الله أن مثل ذلك هو جهاد في سيبل الله يمنحه الله لمن يحب من عباده الصالحين.. والله الهادي إلى سواء السبيل والله من وراء القصد هو مولانا ونعم النصير.. اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.
د. عبد الرب المفلحي
طريق الموت الساحلي للمغترب اليمني 1309