يوجد في حياتنا اصناف كثيرة من انصاف العشاق وكذلك انصاف الأصدقاء وأيضا ظهر في الفترة الأخيرة ولربما من فترات قديمة جدا صنف جديد يدعى "أنصاف الوطنيين" هذا الصنف تربع كثيرا في ثورات الربيع العربي على أساس حب الوطن وتقديس هذا الوطن ـ حسب ما يبدو ظاهرا ـ لكن سرعان ما انتقل هذا الصنف من جديد ليظهر بوجه الحقيقي في كل دول العرب أمطرونا من عباراتهم الوطنية ما يكفي لتذهب بعيدا وتصم أذنيك, لكن عندما تجلى الوضع وانكشفت وكان يجب أن تنكشف فلا مجال للخداع فمن كانوا يسموا بالأحرار وقائدي الثورات وتقدميين من الطراز الأول اصبحوا الآن انصاف وطنيين فقد هان عليهم الأمر أن يدحروا بعيدا من شاركهم الثورة وحرضوا على قتلهم سواء كان في مصر او اليمن او اي مكان واشتركوا معا من قاموا ضدهم في الثورة ليكونوا تحالفات جديدة لا اساس لها من نكهة الثورة الحقيقة وأيضا لم يتوانوا لحظة في الاستقواء بالخارج على اساس العمالة واصبحوا عملاء من الطراز الرفيع وتلقوا الدعم من دول الخليج التي أرادات بنفطها ودراهمها أن تفكك المنطقة وتزيدها تفككا على تفككها السابق وأيضا اضطرت ان تفتح للعدو الصهيوني ابواب حدوده وتغلق باب المستضعفين هناك في غزة ولا يتوانون في اي لحظة من شتم خصومهم السياسيين بكل ما أتوا من قوة وشتيمة لا تليق بهم كسياسيين.. اذا هؤلاء هم انصاف الوطنين فيجب ألا نسمع لأمرهم ولا نجالسهم فأمرهم كأمر انصاف العشاق وأنصاف الأصدقاء ايضا ولا نقرأ لأنصاف الموهبين لاننا سنصبح نعيش نصف حياة فنصف حياة لا تكفي كنصف شربة ماء لا تروي عاطشا ونصف أكلة لا تشبع جائعا.. وبالأخير فان الرضوخ لأنصاف الوطنيين كما تقتنع بنصف طريق فنصف الطريق لن يوصلك الى النهاية ونصف فكرة لا تعطي لك نتيجة فكذلك هو أمرهم فاحذروهم واحذروا من الوقوع في فخ اكاذيبهم وهم يظهرون في اوقات الازمات ويحاولون مخادعة الحقيقة باستخدام الدعاية السوداء ليكسبوا رضا الشعوب قاتلهم الله انى يؤفكون ونسأل الله أن يجنب يمننا امثال أنصاف الوطنين ودمتم سالمين.
عبد الإله عباد
أنصاف الوطنيين 1442