;
د. عبد السلام الصلوي
د. عبد السلام الصلوي

زراعة الوهم في عقولنا صناعة طبية 1605

2013-10-30 17:44:02


 يظن الناس أن أرض البشر ستكون عرضة لكل شر عظيم فيما لو خلت من الأطباء.. أرجو أن يعفى القارئ عقله من هذا الوهم فلولا الطب والأطباء لعاش الناس مستريحين من شواغل المرض ولماتوا حين تدنوا آجالهم، حتف أنوفهم، لا حتف الطب والأطباء!. ولسنا ننكر أن الطب إطلاقاً والطب الحديث بوجه خاص قد وجد السبيل إلى مكتشفات جديدة رائعة ساعدت على الوقاية الجماعية من الأوبئة والأمراض السارية، ولكن ما يزال يتعثر بالتجارب الكثيرة المستمرة، يكاد يتجمد حائراً أمام أسرار (الحياة والموت). ومهما يكن من أمر بالطب والأطباء في العناية بالأحياء وتنقية الحياة من الشوائب الاعتلال، فإن للطبيعة سنتها الخالدة وهي المحافظة على نسبة الحياة في أرض الأحياء، وكأنما هناك إرادة خافية دائمة اليقظة لا تغفل عن ضبط هذه النسبة في أرض البشر، وليس للطب والأطباء سوى علاقة محدودة بموازين هذه الإرادة المجهولة.. وقد يندهش القارئ عندما يعرف أن الإنسان يدفع للطب والأطباء أضعاف ما يأخذ، وطبيعي أنني لا أقصد هنا المدفوعات المادية والمال.. وإنما أقصد أن جهود الطب والأطباء في مكافحة الأمراض الجماعية أو الفردية عن نفوس البشر، لا تساوي ما سلب من البشر من روح المقاومة الطبيعة, أو ما نسميه بالمناعة. لقد أفسد الطب الوقائي الحياة على الأحياء وجعلها هشة، رقيقة لا تصمد لعوامل الزمن وتقلبات الطبيعة فأين جسم فتى الصحراء من جسم فتى المدينة.. لقد صهرت الطبيعة جسم الأول فخلقت منه جلموداً صلباَ، يقاوم ويصمد أمام الكثير من الأمراض والعلن, ورعت المدينة جسم الثاني فنشأ مدللاً ينهار لأقل الصدمات.. ويقيننا أن تزايد خوف الناس من المرض والأمراض يسير طرداً مع تقدم الأبحاث والاكتشافات الطبية ومع إقبال الناس على تفهم هذه الأبحاث والمكتشفات، ذلك أن الوهم أعدى للإنسان من المرض, بل هو مرض مستفحل لا يفارق طبيعة الإنسان. لقد حدا وجود الطبيب إي إشاعة الخوف والحذر في النفس مما أفسد الحياة وقد يقعده الوهم عن المسير في هذه الحياة فيفترش الأرض ليموت بأوهامه لا يعلم من العلل المحسوسة، لقد ذوت أجسام البشر في هذا الجيل وأخذ الموت يتخطفها قبل أن تتجاوز مرحلة الخمسين.. بينما كان أجدادنا وأجداد أجدادنا يعمرون حتى المائة. وأعتقد أن زرع الأمل والقوة في النفس وإشاعة روح التفاؤل بين الناس جديران بتوفير أعظم العلاج لشتى الأمراض التي تصيبهم.. فمزيداً من الأمل والقوة عزيزي القارئ ذلك أن داء العصر ينحصر اليوم في الخوف والقلق، والطبيب الحق والمؤمن بآداب وأخلاق هذه المهنة هو من صرف جهده لطرد هذين الداءين من نفوس الناس, لا أن يستغل آلام الناس وهمومهم في تحقيق مكاسب مادية, فالطبيب الإنسان هو من يقدم خدمته لعلاج المريض ويخفف من آلامه ويواسيه دائماً، ونرجو أن يكثر بين ظهرانينا الأطباء والمواسون.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد