محادث الشر يخطب في أتباعه، يسوق إليهم أحلامه الإمبراطورية، وكل ما سواه أقزام بلا وجود حقيقي، لا يجعل من يتحدث إليهم في حيرة واستغراب من كلامه اللاواقعي ليستبق هو الإجابة بأن ظلم الزمن هو من اختطف من "آل الحوثي" كرسي الحكم، ولا بد من عودة الأصل إلى منبعه ولو على جماجم الشعب بأكمله. لا يبدو عبدالملك كزعيم ملهم بقدر ما يظهر كمراهق في زمن الصبى ينشد الجنون بكل أركانه، ويسبغه بنكهة الحق الإلهي المقدس. ضريبة الوصول إلى المكانة المجتمعية ليست بالسهلة, فلابد أن تقرأ تأريخك تماماً قبل عرض أفكارك على الناس وهو ما تناساه المجنون عبدالملك تماماً, حيث بدا مخاطباً الشعب كأنه "الزبيري" أو "الحمدي" بل ذهب إلى أكثر من ذلك ليسرد مفردة "الأمة" كإيحاء معنوي بأنه وتشكيلاته المسلحة رفدا للأمة الإسلامية كاملة وليس لليمنيين فقط!! يا إلهي كم أصبحت جرأة الدجالين كبيرة!.. حين يأتيك محارب لا يملك من مقومات الإنسان شيء، يعيش في كهفه بجبال مران تحت رعاية تامة من المختصين من رجال المخابرات بتاع سفارة الملا في صنعاء، يدفعون به ومن المغرور بهم لمحاربة الناس وتوسيع الخط الجغرافي الشيعي في اليمن بأدوات الجريمة ووسائل الحرب القذرة. لست بالزعيم يا عبدالملك، حماقتك هي أكبر شيء فيك، سذاجتك هي شخصك المعنوي، أنت محارب السفارة الذي يتلقى الأوامر ككلب حراسة!! ليس إلا، يمكنك اكتشاف ذلك بمدى ولوغك بالحديث عن المشروع الإيراني الشيعي الكامل وإهمالك التام لوضع بني البشر في الوطن الجريح.. أعتقد أن هذا الاكتشاف صعب على دماغك المختل ورأسك الدمية. للظاهرة الحوثي متناقضات الوجود الذي يلمسه الجميع من خلال السير في كل اتجاه، ومع كل تحالف يمكن أن يعطيهم المال والسلاح.. في الحوار مع كل شيء وفي خطاب طفلهم المدلل لا يعترفون حتى بحق الوجود لنا كمواطنين يمنيين على جغرافيا التأريخ اليمني! عشوائية السلوك والتمنطق بالمتناقضات ترسم ملامح الهزل العميق للحراك المافوي للحوثي وتشكيلاته. مشكلة التكوينات الداخلية اللا مترابطة للحوثيين تجعلهم في حيرة هوية تسوقهم نحو هاوية الانحراف المشروعي لمعتقداتهم المعزولة عن الدائرة المجتمعية العامة للناس واحتياجاتهم الإنسانية لتوفير حياة الكرامة. حتى اللحظة ما زال الحوثي يحاكي التأريخ ويعمل جاهداً لسرقة امتيازات دينية يمكنها تغطية فراغات المشروعية في عمق تشكيلاته الإجرامية. هروباً من استحقاقات الحوار الوطني الذي ستفرض عليه وضع السلاح الثقيل يتجه الحوثي لمخاطبة الناس أنه ومن حوله يمتلكون حقاً إلهياً للحكم دون غيرهم ولا يوجد تفسير لذلك إلا أنه يعتبر تمرد صريح على مخرجات الحوار الوطني وتدشين مرحلة حروب لتفكيك البنية المجتمعية تحت لافتة الحق الإلهي. وضع الإنهاك الظاهر على أجساد المواطنين في هذا البلد تستدعي الوقوف أمامها لتقييم مدى قدرة الناس على المقاومة لأي شيء وفي ظل العجز الواضح لدى الإنسان اليمني لتحمل أعباء الحروب بكل مستوياتها في هذه اللحظة يصبح استعراض القوة على جثة !! أمر همجي بكل المقاييس. الخواء الفكري والمشروعي لظاهرة الحوثيين يمكن مشاهدته من خلال هروبهم إلى تمنطق الزناد لفرض قناعاتهم على الناس فقد حدثنا التأريخ أن استخدام القوة القاتلة حالة ضعف لا تأتي إلا بالمزيد من الانهيار لأي كيان. يبدو عبدالملك الحوثي غير مؤهلاً حتى للحديث عنه كون الكلام يقال لأولي الألباب وليس لأصحاب العقليات المنحرفة والفكر المحنط.! لكن ظاهرة الاعوجاج الحوثي الدخيلة على مبدأ التعايش لليمنيين تجعل من تناولهم في ثنايا السطور دلالة واقعية لترسيخ مبدأ المواجهة بالحرف بدلا من البندقية.
سليمان الحماطي
محارب السفارة عبدالملك!! 1626