هلا.. أو هل سألتم أنفسكم يوما.. لم الذي يحاول أن يقحم نفسه من الإسلاميين في السياسة يكون مصيره في الواقع بين قتيل وسجين وفي الإعلام بين مشيطن وعند أمريكا إرهابي.. وعند العلمانيين وهابي؟؟!! وهل سألتم أنفسكم يوما.. لم الدرويش الذي يعتزل السياسة، ويلتزم مسجده وبيته ويصوم لسانه وكأن لسان حاله (إني نذرت للعلماني صوماً فلن أكلم اليوم إسلاميا) ويجمد حبر قلمه ويتجرع الشعب من ألمه؛ لم لا يصبه شيء بل ولا تخذله كل الأشياء؟؟ إذا المتآمر لا يخيفه الدرويش بل يخيفه المسلم؛ لأن كل مسلم بمعنى مفردة مسلم أي أنه يدرك حقيقة الإسلام، فهو السياسي بامتياز؛ لهذا هم - أي المتآمرون - يريدون مسلمين على الموضة الأمريكية التي تقرأ الإسلام وتعلم المسلمين إياه على أنه لا يتجاوز بناءات المساجد وبياض الثوب وقصره ونظافة العمامة, التي هي أشبه بالغمامة التي تغطي نقاء الوعي؟!.. هكذا تريد منا أمريكا عن طريق أذنابها ومذنبي أمتهم العلمانيين؛ حتى فهم الدرويش من الإسلام قشوره وضل عن جوهره.. هذا زيف الإسلام على حسب الموضة الأمريكية العلمانية لا حسب السنة الإلهية فالأولون يريدون (عابد الدروشة) لا (مسلم السياسة).. لهذا فكل الإسلاميين الذين يعشقون السياسة إرهابيون ومصيرهم الإبادة دون السيادة, فهم أي العلمانيون يريدون دراويشا يفتون في سياقات الموتى وليس لهم شأن في الأحياء.. ويعتصرني الألم عندما أسمع عبارة "الحديث في السياسة في قاعات الدراسة خط أحمر فلا ينبغي للعلماء أن يخوضوا في السياسة علم الحياة بل ينبغي أن يترك للعملاء الخونة!! لكن أقول للعلمانيين أذناب المتآمرين كل كذبكم قد فضح في سياق الربيع العربي, فالسياسة أصبحنا نقرأها قداسة وليست كما تكذبون نجاسة، والجوهرة المكنونة إذا صارت اليوم نجسة فإنما اقتبستها من نجاستكم، فأنتم سبب نجاستها، ونحن ماضون في تطهيرها وتنظيفها من وساختكم، وقريبا تسمعون صيحة مدوية مفادها "حيَّ على السياسة" وبعدها "قوموا إلى سياستكم" سوف يتحرر المسلمون من دروشتكم التي أفضت إليها دوشتكم المتمثلة في "لا دين في السياسة" فعبارتكم - بتصوري- صحيحة لأنني أفهم وأفهمني إسلامي أن السياسة دين بل هي جوهرة الدين التي طالها وسخكم؛ وما دامت كذلك فلن نقف عند عبارتي "حي على الصلاة وقوموا إلى صلاتكم). فالسياسة تساوي حي على الفلاح وإذا كانت الصلاة أفضل الذكر فإن السياسة خير العمل لأنها تفضي إلى بناء دولة مدنية دولة الحرية والمواطنة المتساوية ولن نتوقف حتى تكون السياسة بمسماها مقررا في مناهج الدراسة..
د.حسن شمسان
درويش على الموضة الأمريكية (!) 1278