البعض في مؤتمر الحوار شغله الشاغل إيجاد نصوص تعتمد له مشاريعه الصغيرة, التي يسترزق بها من الغرب أو من دول إقليمية وكأن المنظومة التشريعية في البلد هي ما قام الشعب اليمني بثورة إلا لاستئصالها وهذا هو لب الكارثة عندما يعالج الطبيب مرضا لا يعرف ما هو. أيها المتحاورون إن مشكلتنا في اللصوص وليست في النصوص.. إن مشكلتنا في من يسرق ثلثي الموازنة ويعبث بالثلث الآخر.. إن مشكلتنا فيمن يسرق كل ما تستطيع أن تصل إليه يده فيعتبره حلالاً والحرام ما عجز عنه. إن مشكلتنا فيمن يسرق الملايين باسم المجندين الفارين أو الوهميين.. إن مشكلتنا بمن يسرق موازنات الأدوية ويترك المساكين بلا دواء.. إن مشكلتنا فيمن يسرق الملايين باسم المكافآت الوهمية. إن مشكلتنا فيمن يسرق آلاف الدولارات باسم السفريات الغير ضرورية.. إن مشكلتنا فيمن يسرق البحر ويؤجره لحسابه لشركات أجنبية.. إن مشكلتنا فيمن يسرق العدالة باسم العدالة من الأحكام القضائية.. إن مشكلتنا فيمن يسرق الحقيقة ويقدم المعلومة المضللة عبر الوسائل الإعلامية.. إن مشكلتنا فيمن يسرق بسمة الأطفال بحرمانهم من حياة آمنة في ربوع أسرة مستورة الحال فيتسكعون في الجولات شحاذين أو بائعين متجولين بأرباح زهيدة.. إن مشكلتنا فيمن يسرق أمننا ويعبث به ليل نهار عبر البلطجية. إن مشكلتنا فيمن يسرق أرواح كثير منا عبر متفجرات أو قصف طائرات أو طلقة بندقية. إن مشكلتنا فيمن سرق النور من بيوتنا وإغراقنا بالظلام بضرب الأبراج الكهربائية. إن مشكلتنا فيمن يسرق ثلثي الموازنة عبر تفجير أنابيب النفط مقابل ملايين يأخذها من حرمية. إن مشكلتنا فيمن تسلل إلى بيوتنا عبر الفضائيات وسرق أخلاقنا واستورد لنا أخلاقا أجنبية. إن مشكلتنا فيمن يسرق وحدتنا ويبدلنا عنها بالصراعات الجاهلية. إن مشكلتنا يا سادتي فيمن يسرق ديننا ويعطينا عوضا عنه دنيا رعاع وهمجية. هل علمتم ما مشكلتنا أيها المتحاورون؟
محمد بن ناصر الحزمي
مشكلتنا في اللصوص لا في النصوص 1445