في اليمن فكر قائم على الترميم ومداراة للمجرمين ومشاريع المحافظات بنظر المتنفذين والفاسدين مليارات تصرف في اليمن على الأمن والتعليم والصحة والقضاء وكل هذه المرافق المهمة يقودها أنصاف المتعلمين وما زال الجهل في اليمن قائم ليس عند غير المتعلمين ولكن الجهل باقي عند منهم أنصاف المتعلمين، نمو لم يكتمل في اليمن وأصبح خطر أنصاف المتعلمين أكثر خطورة على الشعب والوطن، ودائرة النمو الفكري في اليمن لم تستكمل دوراتها بالشكل المتعارف عليه عند بقية شعوب العالم ، ولو نظرنا إلى واقع القيادات في دوائر مراكز القرار في الدولة عقول لكنها متخبطة منحرفة عشوائية وأيادي مرتعشة وضمائر وقيم منكسرة غير أمينة حبها للدنيا والمال أفقدها العزة والاحترام. قيادات تحوم حولها الشكوك والخوف والريبة حتى أصبحت لا تنعم بالمصداقية ولا تستطيع استيعاب متطلبات المجتمع وهذا النقص يلاحقنا في كل مفاصل الدولة . نقص يلازمنا في التوجه الاجتماعي الذي لا نرى فيه سوى عدم الرضا بما تقوم به قيادات هذه الدولة منذ تفجير الثورات في الستينات 26 سبتمبر و14 أكتوبر وحتى وقتنا الحاضر من مشاريع لم نتشبع فيها ولو لحاجة واحدة من الحاجيات الواجب توفرها مما نطمح به في البنية التحتية ابتداء من الصرف الصحي في المدن والذي يجعلنا نعيش على طفح المجاري في الشوارع والحارات لأنه لا يواكب التوسع العمراني ولا يحسب لذلك حساب المهندسين بل تحسب حساب ما يتقاضاه المتنفذين والفاسدين من المشاريع التي تنفذ وضياع الملايين إلى جيوب المسئولين ونقل التيار الكهربائي في مدننا والحارات بطريقة عشوائية تعرض المواطن وممتلكاته للخطر وانحراف شوارعنا عن مسارها الطبيعي مما جعل شوارعنا ومدننا مغايرة لشوارع ومدن العالم . مروراً بالقطاع الصحي بنايات وأجهزة لكنها تفتقر إلى الأيدي العاملة الماهرة المؤهلة والمدربة ينقصها الاطلاع بما توصل إليه الطب في كل البلدان من حولنا وحول العالم . والتعليم في بلادنا سياسة قائمة على ترسيخ التجهيل من خلال عدم الاهتمام بإيصال المعرفة الحقة لطلابنا في المدارس والمعاهد والجامعات بما يواكب التطور في التعليم وعدم مواكبة الوسائل التعليمية للتطور وإيصال المعلومة لطلابنا بالشكل المطلوب كما هو حاصل في كل بلدان العالم من الاهتمام والرعاية على كل المستويات وفي بلدنا أصبح التعليم وكأنه سلعة للبيع بعيدة عن الجودة إهمال في المدارس والجامعات الحكومية وربحية لمن يدفع في القطاع الخاص مخرجاتها وشهادتها لا تؤهل شبابنا لمجاراة التطور الذي نراه ونلمسه في آسيا وأفريقيا حتى تدنى مستوى الفهم لشبابنا وأصبحت بلادنا تفتقد إلى المتعلمين المتمتعين بالمعرفة والعلم والإدراك ثم الوعي الكامل لكل متطلبات الحياة التي تستقيم على إثرها ونتمتع بما هو حاصل من تقدم ونبني على ضوئها سلوكيات المجتمع ، لأن المعرفة مرتبطة بالإدراك والإدراك مرتبط بالوعي الذي يقودنا إلى التصرفات السوية التي تناسب العقل والروح والجسد ونرضي بها من حولنا ومن نتعامل معهم في التطور والتحضر والتمدن القائم على الإبداع والاختراع والمحبة والسلام كل ذلك يوصلنا إلى القوامة والإيثار، وهذا ما لم نلقاه من عهد الأئمة إلى عهد حملة الدكتوراه وقراءة المجلدات ومن يفسرون الأحاديث والآيات المحكمات من أجل عرض دنيوي حتى الدين لم نسلمه من الطعن والتشويه ، لقد اتخذنا في وقتنا شعار الاتحاد السوفييتي سابقاً ( الشهادة للجميع والعلم لمن أراد ) وهذا هو واقع التعليم في اليمن لقد افتقدنا للمقومات ولا معنا سوى المسميات وهذا الشعار أصبح شعارنا في اليمن وطلابنا طلاب شهادات لا طلاب علم . طلاب الملازم نستطيع ان نطلق عليهم اليوم تسويق الداء من أجل تسويق الدواء لذلك أصبحت مخرجات التعليم في اليمن تخرج لنا أنصاف المتعلمين وخطرهم على المجتمع أكثر خطراً من خطر غير المتعلمين و مخرجات التعليم لا نستفيد منها سوى الحصول على الشهادات ، وأثناء التطبيق يقودنا أنصاف المتعلمين إلى مخاطر غير قابلة للتحويل أو التطبيق و التحليل ، لذلك تعيش اليمن بدون مشاريع استراتيجية أو مشاريع قومية تهم الأمن القومي للبلاد ، فالكهرباء مثلاً عندنا في اليمن اقل مما تستهلكه مدينة من المدن الصغيرة في السعودية أو في عمان والمياه غير متوفرة وربما (90%) من سكان اليمن يعانون الافتقار للماء وخاصة في محافظة تعز والزراعة وضعها في اليمن بدائي ومتخلف وهكذا اليمن بلد يعيش بدون مقومات أو مشاريع قومية أو بنى تحتية وبدون مواصفات وكأن هناك مؤامرة على بقاء أنصاف المتعلمين هم من يرسمون لنا واقع المستقبل ، ولقد طغت النزعات السياسية على مقومات وحاجيات المجتمع الأساسية وأصبح الصراع بين الأحزاب والجماعات هو من تستأثر به الدولة اهتمامها على كل ما ينفع أو يطلبه المجتمع من حاجيات . تأخرنا كثيراً وترتيبنا أصبح أقل الشعوب وعياً والسبب أن من بأيديهم مستقبل هذا البلد هم أنصاف المتعلمين لا أولويات عندهم ولا رؤى بفتح نوافذ المستقبل بل البقاء على واقع الأطماع ومن يكسب أكثر وعدم الوصول أو زوال الخطر ، إن تفكيرنا في اليمن جامد أفقدنا مقومات التمدن وتظل حياتنا مقطوعة الصلة وتستبقي حاجاتنا إلى مالا نهاية بسبب انعدام البحث للوصول إلى غاياتنا ، نعيش في اليمن على مشاريع بدون مضمون لكن المعايش لنا هي المسميات ولا حاجة لتحقيق الطموح أو الهدف ولنعود للعقل ونخاطبه بماذا تألقنا وأبدعنا ؟ بماذا نجحنا ؟ حياتنا كلها إخفاق ، وكل مشاريعنا بدون دراسة أو إتقان، ثروات أهدرت بسبب أن تخصصنا مغاير لمفهومنا في الحياة وللمستقبل لا وجود لمسوغات الطموح ولا زلنا نعيش على التجارب والتي لا نريد منها سوى البقاء والتوسع في محيط دائرة الظلام ، خيال يقودنا للطغيان لأننا ندع الشيطان هو الموجه وهو صاحب القرار . ودائماً ما يقودنا ونتجه عكس احلام وتطلعات الكبار ممن قادوا بلدانهم أثناء الاستعمار بالتحرر من الاستبداد وغيروا واقعهم من التخلف والطموح إلى التطور و يا ليت القادة والساسة في اليمن يتعلمون من القائد عمر المختار ومن ملكة مملكة جانسي كيفية حب الأوطان، من كانت أهدافهم تُسعد بها شعوبهم ومنها على سبيل المثال التحولات التي قادها مهاتير وأردوغان وفيما سبق عندنا طموحات الزعيم / إبراهيم الحمدي. متى يا رب في هذا البلد نرزق بالقادة الرجال ونرتقي بتفكيرهم ونضوي به عقول الخارجين على القانون والنظام ونوقف مغامرات المغامرين من المشائخ ومن يتبعهم من المطلوبين أمنياً من المرافقين والمسلحين ممن هم محسوبين على الأحزاب والجماعات . فكر نختار به ماهي أولويات حاجاتنا في الحياة بعد عبادة رب العباد، وما هو شكل التنافس الذي نفرق به ما بين تحقيق غاياتنا مع ضوء النهار وما لم نحققه ونحن مجبرين على معايشة الظلام . وخروجنا إلى النور بوضوح لنتقدم به لكي يرانا الناس بأنه جاء وقت رحيل دعاة من في عقولهم طيش وحب الهوى على تفكيرهم لنبقى بعيدين عن ضرورة الحياة . هل يستطيع اليوم رجالنا إخراج الرجال في هذا البلد القادرين على حُسن التوجه والاختيار ويكفي تضخم للأناة وحب الذوات متى نعيد للنفس قبولها بترك الشبهات والحرام ، ونغرس للروح مجدها وسموها وإبعادها عن أماراتها ، متى نعيد لمساجدنا ضوئها ونورها كي تمارس دورها بعيداً عن صراع الأحزاب والجماعات . ومتى تعود الجماعات والمليشيات عن فكرها وظلامها وتوقف دموعنا لمن فقدنا من رجالنا وشبابنا وتستبدل البندقية بالحرث والبناء ، متى يحق لنا أن ننزل الناس منازلهم ؟ متى ما كانت كبار شخصياتنا قد تنازلت عن كبرها وطيشها وعرفنا مفهوم المشيخ وهدفهم في الحياة غير حب الظهور والثراء على أنقاض الفقراء؟ ومشت بيننا بدون المرافقين والسلاح ولبسها مثل لبسنا والمتكفل بحفظنا متكفل بحفضها . ومتى تكون أحزابنا همها الشعب والوطن وقدمت نواياها قبل فعلها وما تبطنه يكون ظاهراً على مشروعها وبرامجها وخططها هل في صالح الشعب والوطن ولو لم تصل بكوادرها لقيادة هذا الوطن ؟!. لن ننطلق للمستقبل إلا بالحياة القائمة على التجديد والتغيير الذي ينقلنا إلى نسيان الماضي الأليم بطرق وأساليب الانضباط القائم على التنظيم والتدقيق والنظرة المثالية بعيداً عن التضليل للحقائق والتي نبحث بها عن حب الوطن والأمان والاطمئنان وسلامة الأرواح والممتلكات وخلاص اليمن من العشوائية والفوضى وحضور القانون والنظام. متى نشعر بالمواطنة المتساوية فيما بين الشعب داخل الوطن متى ما ألغيت الفوارق بيننا ومتى ما كانت عقول القادة والساسة في الأحزاب والجماعات قد أسقطت من عقولها وعقول أتباعها كل المسميات ، هذا من حزبنا وهذا ابن عمنا وهذا ابن الشيخ وهذا من أقربائنا وهذا من محلنا وقريتنا وحارتنا ، وهذا برغلي وهذا دحباشي وهذا بدوي وهذا شريف وهذا وضيع . متى نشعر بالأمن والأمان في بلدنا متى ما كان الأمن أمن الوطن ومتى ما كانت أولويات الأمن حماية وحفظ حقوق المواطن وسلامته وهو غاية وهدف واستقرار الوطن دون تمييز أو مفاضلة بين أفراد الشعب وتسقط على ضوء ذلك الرشاوى والواسطة والمحسوبية في مجتمعنا . متى يكون للمواطن القبول في أجهزة الدولة المختلفة متى ما كان الموظف عنده القدرة على التعامل مع الناس بصفاتهم المختلفة متى ما كان الموظف بشوش متحرك مرن غير مرتجل مفيد حسين الخلق والتعامل يشعرك بأن خدمتك واجب بدون مقابل في القسم وفي المستشفى وفي المدرسة وفي المحكمة وفي كل المنافذ وفي المطارات ومنافذ الحدود وفي الموانئ حينها تشعر بالعزة والكرامة فتحب الوطن كحبك لأمك وأبيك وأهلك وبنيك .متى نشعر بأننا نتمتع بخيرات هذا الوطن متى ما كانت الخدمات تقدم لكل المواطنين بنفس الكيفية وبنفس التعامل وبنفس المقومات الفكرية والذهنية والجسدية وتصلنا الخدمات كمواطنين دون تمايز بين الصغير والكبير وبين الوزير والكادح والفقير على حد سواء . ولقد استنبطت من سجل الذكريات للدكتور / عبدالكريم الصمدي هذه الأبيات التي أعجبتني لأنه ينوح بها ونواحه نابع من نواح الشعب .
والقـلب للقلب بجرح ينوح
والنفس للنفس بروح تفوح
والصدر للصدر بيان مشروح.