قبل الدخول إلى عدن وأنت قادما من تعز تجد الرصيف المعبد إلى عدن لم يعد رصيفا بل قطعا متناثرة وحفر متراكمه ورصيفاً ممزقاً. هذا الطريق إلى العاصمة الاقتصادية والتجارية.. عدن الجمال والمتعة والسياحة.. للأسف تمر المركبات في هذا الطريق الممزق منهم المسئولون الكبار في الدولة هل هذه عدن؟؟ رائحة البحر الجميلة ونحن ننتقل من الشيخ إلى خور مكسر وتحديدا ساحة العروض استقبلنا هناك مجموعه كبيره من الإخوة الصوماليون : سألناهم هل يوجد فنادق هنا يردون (ما أعرف – ما أعرف) لفت انتباهنا إلى أن ساحة العروض تغيرت لقد زرناها سابقا كانت لؤلؤه جميله اليوم يرتادها الإخوة اللاجئون وقد بنوا لهم من الكارتون مباني صغيره تأويهم.. وبحثنا عن ما يا وينا نحن وأسرنا دخلنا احد الفنادق ورغم الغلاء الباهض إلا أننا كنا متعبين من السفر، وبعد قيلولة خرجنا للنزهة بشوارع عدن لاشتياقنا لسحرها وكم كم كان سرورنا إلا أننا نشعر بالألم لما نشاهده ما يلفت الأنظار القمامة متراكمه. المجاري تصب في بعض الشوارع.. الروائح الكريهة.. الشواطئ مليئة بالمخلفات بعض الحدائق مغلقه، والحدائق المفتوحة تعاني الإهمال الشديد... المنتجعات الجميلة على الشواطئ يتمركز عليها نافذون يأخذون العائدات ولا يقدمون شيء للزوار كمنتجع العروسة "الكهالي " مدير ساحل العروسة ينام في الصباح ويغرز القات في بقية الساعات لا يدرك ماذا يجري من إهمال لهذا الساحل الذي يعد من اجمل المنتجعات في عدن المرافق الصحية مدمره والكراسي مكسره والماء معدوم في المرافق الصحية النسائية والرجالية.. المباني تم خلع أجزاء منها، الأوساخ على بعض الجدران...هل هذه عدن؟؟ ساحل ابين الجميل اصبح مقيل يفترشه متعاطي القات على امتداد الكرنيش، واصبح غارقا بالدرجات النارية، والسيارات والقمامة في جميع أركانه، ولا تجد زاويه إلا وفيها معاكسا للبنات.. هل هذه عدن؟؟ نزور الواهي والمعلا وتجد المطاعم وأسعار سياحية خيالية، نجد حديقة فكتوريا الجميلة مهمله وبجانبها بحيره من القمامة والمستنقعات...هل هذه عدن؟؟؟ تدخل قلعة صيره وتستقبلك بحيره من المجاري وعند دخولك القلعة تجد الإهمال الواضح للأثار وبانتشار القمامة في مداخل ومخارج القلعة، وعندما تشتري سمك من سوقها المطل على بحر صيره يستقبلك مجموعة من الشباب العاطل يقولون: هل تريدون سمك؟؟ تعالوا ويأخذوننا إلى عملائهم ويمهدون بقولهم : السمك غالي جدا هذه الأيام ويشترون بعض الأسر سمكا غال جدا، والأكثر غلاء هو من يقوم بتقطيع وتصفية السمك بمبالغ تقارب ثمنه تقريباً، وعند الرفض دفع المبلغ يتم إشهار سكاكين تقطيع الأسماك والقول : روح جيب الجنبية وتعال نتبارز أعجبك والا ارحلوا عنا يا دحابشه.. هل هذه عدن؟؟ الرئيس عبدربه منصور هادي عند زيارته لعدن كان يمر بشوارعها المكتظة، وطقما عسكرياً يحميه وموكب بسيط لكنه كان يتعرض للمضايقات بجانب الرصيف أو من على نافذه السيارات، فالبعض يرفع علم الجنوب ويردد "انفصال انقصال " وآخر يردد" أرفع رأسك أنت جنوبي "دخلنا في مجلس للمقيل على شارع في المعلا نتحاور عن عدن جميع الجالسين يؤيدوا الانفصال عرفوا أننا شماليين واحد منهم يصرخ جواسيس.. محتلين محتلين " كان مازحا " الآخرين قالوا :عيب عيب هؤلاء ضيوفنا.. أنا وأصدقائي شعرنا بالحرج وكأننا في دولة أخرى، لكننا صمدنا وطرحنا رأينا، ونحن على اقتناع برؤية الحزب الاشتراكي.. كنا على إدراك ووعي أن الدولة الاتحادية من إقليمين مخرج للوضع القائم.. جميعهم قالوا هذا هو الحل المناسب ونحن وحدويون ونرفض الانفصال.. نحن نريد الأرض المحتلة من قبل نافذين ناهبين وتوزيع الثروة بشكل عادل ونعيش بكرامة وعدالة وأمن واستقرار.. وهؤلاء شعرنا بالارتياح لان هذا هو أيضاً مطلبنا.. وأكدوا لنا أن هناك من يقوم اليوم بتدمير عدن بشكل متعمد !!!!