" كلية دقيق السنابل (الطب ) جامعة الحديدة استقلالية وشفافية وثبات على الموقف منقطع النظير ،تعبّر فعلا عن روح الثورة والتغيير ،تضاهي أرقى الجامعات ،ليس المحلية بل تجاوزتها لتكون ضمن أرقى الجامعات العالمية ! رسوم التسجيل فيها لا تخضع لنظام التعليم العالي ولا حتى الواطي ،ادفع كاش لتدخل ضمن السحب على الجائزة الكبرى وسيتم الإعلان عنها من خلال سماسرة النوافذ والبروج العاجية ! عشرات إن لم يكونوا مئات الطلاب المتفوقين دراسيا برفقة آبائهم أو أمهاتهم يتم طردهم بأسلوب لا يقل بذاءة عن عمليات شراء القات في المقوات القديم! ادفع كاش أو الله يفتح عليك ،افسح المجال لغيرك من أبناء الذوات والجنزات (طيحني)قبل ماأطيحك! 2700دولار عدّاً نقداً مع القات والسيجارة وربما تضطر أحيانا لتدسّ كيس الشمّة (البردقان) حتى يفتح لك رضوان أبواب الفراديس! الوضع أسوأ مما قد تُقاربه العبارة أو ترصده عدسة عين الصقر،ورغم كل هذا نسمع أحاديثهم عن تطوير الجامعة والبحث العلمي ،بينما الطلاب لايبحثون سوى عن قاعات وكراسي وظل ظليل! إذا لم يتحرك الجميع لنوقف سوق الحراج هذا فسيتحول أبناؤنا إلى قارعة البطالة التعليمية وجمهورية العاطلين عن الحياة . هذا ما تحدث به أحد الأطباء في الحديدة عن معاناة تتكرر كثيرا في وطن يركد التعليم فيه في أسفل سافلين بسبب تحويره لسوق للنخاسة والبقاء لأبناء المسئولين وأقرباءهم .. ولعلها غصة بحجم الوطن المجروح ،فبعدما ينجح الأبناء وتكبر طموحاتهم وآمالهم تصطدم بواقع مرير قد تضطر الآباء للقروض والأمهات لبيع ذهبهن كما فعلت والدة (حسام) حينما نفذت الحيل لتسجيل ابنها في كلية الطب ولجأت لتسجيله بالتعليم الموازي بالرغم من أن حسام من أوائل المحافظة ! الرسالة موجهة لوزير التعليم للإلتفات لمثل هذه خروقات فمثلها ستُذهب التعليم والأبناء إلى الهاوية ،فليست هذه المرة الأولى الذي تُباع الأحلام ويُشترَى بثمنها حقول للالغام .. ليست بالمرة الأولى الذي يُستهان بالقدرات والطموح وزجها بالحضيض بفعل الوساطات و(تدفع كم) ! كل ما استطيع قوله بعد كل هذا العناء بأن وطني يؤلمني ..يؤلمني كثيرا..
أحلام المقالح
وطني يؤلمني 1537