نحن أبناء الشعوب العربية والإسلامية يحز في أنفسنا أن ينعت الإسلام والشعوب العربية بدين العنف والإرهاب مع أن ديننا يأمرنا بالتسامح و السلام، ورسالة الإسلام التي جاء بها نبي الأمة ورسولها محمد (صلى الله عليه وسلم) رسالة عالمية، صالحة لكل زمان و مكان، لما تحتوي عليه من القوانين، والعلاقات، والمعتقدات، والعبادات بين الأديان السماوية المختلفة، وتدعوا إلى التسامح بين الأديان السماوية، وللتسامح في الإسلام قيم كبرى كونه ينبع من السماحة بكل ما تعنيه من حرية ، ومساواة ، بين الشعوب، والمجتمعات دون التمييز العنصري أو التفوق الجنسي ولكن ديننا الحنيف يحثنا، ويأمرنا على الاعتقاد بجميع الديانات والدليل علي ذلك قوله تعالي في سورة البقرة "آمن الرسول بما انزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله".
والتسامح في الإسلام لا يعني التنازل أو التساهل أو الحياد أو اتجاه الغير، بل يقوم علي الاعتراف بالآخر، والاحترام المتبادل والاعتراف بالحقوق العالمية للإنسان وللشعوب وسيادة المجتمعات، وعدم التدخل في الشئون الداخلية للمجتمعات ونشر الحريات الأساسية بين الشعوب هي وحدها الكفيلة بتحقيق العيش المشترك بين الشعوب بحسب التنوع، والاختلاف، والأديان للمجتمعات ورسولنا الكريم (ص) يقول: "الدين هو المعاملة".
كما أوصانا رسول الكريم " بالسماحة و الصبر" مما يعني أن الإسلام دين تعايش وتسامح وسلام، يقوم علي التسامح الديني، والتعايش بين الأديان، وحرية ممارسة الشعائر الدينية والتخلي عن التعصب الديني والتمييز العنصري، والتسامح الفكري، وآداب الحوار والتخاطب وعدم التعصب، والحق في الإبداع، والتاريخ يشهد بالنزعة الإنسانية للإسلام، وبالتسامح الذي ربط علاقات المسلمين والعرب مع الشعوب، والديانات الأخرى المختلفة، وديننا الإسلامي والقرآن يدعونا إلى التخاطب والمجادلة بالتي هي أحسن للحوار والمحاولة لإقناعهم بالأدلة والحجج الدامغة، والدالة، والقاطعة علي ذلك بحسب ما جاء به نصوص القرآن الكريم ودليلنا علي الإسلام دين السلام، والتعايش، والتسامح بين الأديان، والاحترام للأنبياء والمرسلين, حيث يحثنا ديننا الحنيف على الاعتقاد بجميع الديانات من خلال نص الآية الكريمة في سورة البقرة بقوله تعالي "آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله "........ إلى آخر الآية".
ولذا فالتسامح بين الشعوب والأديان والمجتمعات لا يعني التنازل أو التساهل أو الحياد أو اتجاه الغير، بل يعني الاعتراف بالآخر، والاحترام المتبادل، والاعتراف بالحقوق العالمية للأفراد، ولذا يجب علي الدول العظمي دائمة العضوية احترام سيادة المجتمعات حسب ما جاءت به القوانين، والمواثيق الدولية للأمم...
ولذا فالشعوب العربية والإسلامية تناشد الشعب الأميركي والشعوب الحرة في العالم المحبة للسلام بـعدم السماح لأمريكا وبريطانيا وغيرها من ممارسة الهيمنة والغطرسة والقوة ضد الشعوب إن المغامرات العدوانية المجنونة التي قامت بها أمريكا وحليفتها بريطانيا وبعض الدول المتحالفة معها وأسقطت أنظمة منتخبة من الشعب وسقط فيها الملايين من الشهداء في أفغانستان، والعراق وما زال الشعبان الأفغانستاني والعراقي يتساقط كل يوم قتلي وجرحي وبلغ عدد القتلى في أفغانستان مليون ونصف، وفي العراق مليون ونصف بخلاف الجرحى، والمصابين، والمشردين ممن تسببت الحرب في تدمير البيوت والهروب من الموت التي تسببها الحروب، بالرغم من الإخفاق التي منيت بها أمريكا وحلفائها في أفغانستان، والعراق، وانعكاسها وآثرها الكبير بالتراجع للدور الأمريكي والتهديدات للدول الغربية المتسلطة منذ زمن علي دول العالم والشرق الأوسط..
وها هي أمريكا وحليفتها الاستراتيجية بريطانيا تعيد ابتكار ورسم سياسات ومخططات جديدة تتناسب مع المرحلة الحالية أو بما سمي بـ (الربيع العربي) بالحقيقة هو ليس كما وصف بالربيع العربي وإنما الأيام كشفت أنه ربيع إسلامي والإسلام برئ من هولا العملاء برئ منهم ومستغلة عوامل الضعف الداخلي والفوضى الخلاقة التي عصفت وأنهت حكم قادة، ورؤساء بعض الدول العربية الموالية لأمريكا مثل تونس، مصر، واليمن، وليبيا، وسمحت للإسلاميين بدخول الحياة السياسية الرسمية (وكانوا نشطاء في الخفاء) ومن ثم وصول الإسلاميين لأول مرة إلى سدة الحكم غداة ثورات الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا..
وما زالت أمريكا تمارس مغامراتها العدوانية ضد بعض الأنظمة العربية وتزود الإخوان المسلمين في سوريا بالتنسيق مع تركيا وبدعم من بعض الأنظمة الرجعية بدول الخليج مما تسببت في سقوط مئات الآلاف، وسقوط الكثير من الجرحى وتشريد الملايين إلي دول الجوار إن الإخفاقات التي منيت بها أمريكا وحلفاؤها لم تتعلم منها الدروس والمواعظ..
وها هي تخفق في إسقاط النظام السوري إلا أنها تسببت في سقوط مئات الآلاف من القتلى والجرحى كما أشرنا أعلاه، ومنيت أمريكا وحلفاؤها بخسارة كبيرة وفقدت دورها في الشرق الأوسط وانكشفت مخططاتها ومشاريعها واتفاقاتها السرية مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر وحقق شعب مصر العظيم ثورته الثانية ضد حكم الإخوان الذي دام سنة كاملة وكاد أن يعصف بالوطن إلي ما لا يحمد عقباه.. لولا مشيئة الله وإرادة الشعب والجيش المصري العظيم في القضاء على حكم الإخوان, ومخططاتهم، وأحلامهم في تحقيق الخلافة المزعومة..
إن الشعوب العربية والإسلامية المحبة للسلام، والتعايش السلمي تناشد كل الأحرار في أمريكا والعالم المحبة للسلام بعدم السماح لأمريكا، وبريطانيا وحلفاؤها من شن الحروب واستخدام القوة، والمغامرات العدوانية ضد دولة سوريا الشقيقة لمنع سقوط المزيد من القتلى والجرحى والدمار للبلدان والتشريد للسكان.. كما يؤدي إلى خلق موجة من الكراهية بين الشعوب، وهو ما لا يقبله الشعب الأمريكي والشعوب الحرة المحبة للسلام.
مدير عام الرقابة والتفتيش بجامعة الحديدة
صلاح الدين حسن
نداء للشعوب المحبة للسلام !!! 1464