منطقة دماج بصعدة تتعرض لحصار متكرر وقصف لا يكاد يخبو حتى يعاود نشاطه بأقوى مما كان عليه, فالحصار الآن والقصف يقع على رؤوس اكثر من 15000 نسمة , المعركة ليست طائفية كما يحلو لبعضنا تبرير عجزه عن القيام بواجبه تجاههم بإطلاق الطائفية عليها, بدليل أن الحوثي قد أخرج كثيرا من معارضيه السياسيين من صعده وقبائل بأكملها قبل ذلك..
فبعد أن فشل الحوثي في عملية التوسع العسكري لبسط نفوذه في مناطق الجوف وعمران وحجة ها هو يحاول أن يستفرد بصعده حتى تخلو له وهو في سباق مع الزمن قبل أن تشهد الدولة اليمنية الجديدة استقرارها والتي لو استقرت لن يستطيع الاعتداء بهذا الشكل السافر والفج على أهالي دماج.
الاختبار الحقيقي اليوم في أزمة دماج يتوزع على العديد من الجهات والأطراف ويعتبر اختبار لها من حيث ما تدعيه من قيم وما تعلنه من مبادئ وما تنتهجه من سلوك :
* فأول تلك الجهات "الدولة " وهنا اختبار حقيقي على مدى مدنيتها وإنصافها للفئات المظلومة من الشعب أيا كانوا فإن موقفها السلبي الحاصل يزعزع الثقة بها ويشجع الآخرين على الإخلال بالأمن والتمادي في الغي والظلم ويشجع جهات أخرى لأخذ الحق بالعرف مع عدم اعتبار للقانون
* المنظمات الحقوقية محلية وإقليمية: ما يحصل في دماج مأساة حقيقية وأن التململ في تسجيل الانتهاكات ورصدها والضغط على الحكومة ونشرها للرأي العام يعتبر خيانة وظلم آخر يحصل وزره على معاشر الحقوقيين.
* الجهات السياسية من أحزاب وتنظيمات: وهؤلاء دورهم معلوم وضروري في الضغط السياسي واتخاذ المواقف النبيلة في إدانة الحصار ورفضه ودعوة الحكومة للقيام بواجبها في فك الحصار.
* الدعاة والأئمة والخطباء.. وهؤلاء دورهم في توعية المجتمع بواجبهم تجاه هذه الأحداث وتحذيرهم من الانجرار لحرب طائفية, مع الدعاء لدماج ومتابعة أخبارهم وقصصهم وما يحتاجونه من أدوية ومساعدات..
* الإعلام بجميع وسائله.. قلب الحقائق يعتبر ميزة للإعلام المخادع, فلا نستغرب أن يطلق على أهالي دماج والطلبة هناك بأنهم سبب المشكلة وهم من بدأ الصراع وهذا عكس الحقيقة وتغيير للواقع بلا ادنى شك, فالحوثيون هم من اعتدى وهم من استمر في عدوانه ونقض العهود وافشل الوساطات.
الاختبار لليمنيين عموما في إدانة ما يفتعل الحوثي من أزمات وما يشعل من مواجهات وان سلوك هذا الفصيل غريب على مجتمع الإيمان والحكمة .
إن ما يحدث في دماج ليس صراعا طائفيا, لكنه قد يقود إلى حرب طائفية إن ترك وشانه لان الحرب الطائفية قد تكون ضرورة يلجأ إليها أي فصيل ولن يستفيد منها أحد وسيخسر الجميع حتما ..
حفظ الله بلادنا وجنبها الفتن..
حمير الحوري
دماج .. والاختبار 1518