;
د.عبدالسلام الصلوي
د.عبدالسلام الصلوي

العيد .. وزيارة قريبك أو صديقك المريض 1450

2013-10-18 22:12:13


 قد تضمنا جلسة قصيرة مع قريب أو صديق, وما إن تنفض الجلسة حتى نشعر شعوراً غامراً بالفرح والجذل, نحتار في تعليله ونضل في تأويله فلا ندري له سبباً ولا نعلم له باعثاً وقد يحدث العكس إذ نحس بالكآبة تتسلل إلى أفئدتنا والأسى ينشر سدفه القاتمة على أعيننا ثم إن كلا الإحساسين, الجذل والأسى يغيب في شعورنا كما تغيب الساقية الضحلة في النهر الطافي. هذا يحدث لنا ونحن في أتم صحة وأوفر عافية, فكيف بنا إذا داهمنا مرض أرهف إحساسنا و أوهى إرادتنا, حتى باتت قليلة القدرة على توجيه تصرفنا والتحكم في سلوكنا؟ ولذا فقد وجهت العناية إلى دراسة تصرف الأصحاء مع المرضى وقد تمنع الزيارة عن هؤلاء درءً لما تتيح من انفعالات سيئة الأثر في حالة المريض الصحية. والهدف الرئيسي من هذ المقال هو وضع الأصول الصحيحة والسليمة التي تتبع عند زيارة الأصدقاء أو الأقرباء لمرضى, كما نشير في بادئ الأمر إلى أن صحة بعض المرضى قد تسوء أو تتحسن عقب كل زيارة ومهما يحاول المريض إخفاء أثر الزيارة فهي لا بد أن تنعكس على حالته العامة تقدماً أو تأخراً في سبيل الإبلال والشفاء. ومن الأخطاء الظاهرة أن يستفتح الزائر حديثه بالسؤال عن المرض وتطوره ومراحله ففي هذا النحو من الحديث استثارة لذكرى خمدت وألم يميل نحو الشفاء. فالخير كل الخير أن نصرف ذهن مريضنا عن مرضه بأحاديث هينة لينة لا تقتضيه جهداً فكرياً ولا تكلفه من أمره غتاً ولا رهقا. ولنكن رسل بهجة ومرح له, فنخبره أحب الأخبار إليه ونحمل إليه البشارات السارة. ولنحاول أن يكون حديثنا جذاباً يثير الاهتمام دون الإجهاد ولكن قد يتسرب الحديث من غير قصد إلى المرض, حينئذ يجب أن نتحلى باللباقة والكياسة ونغير دفة الحديث من أقاصيص المرض إلى شعاب حديث آخر, أو نخفف ممن خطره فهون من شأنه والحذر الحذار أن يمعن المتحدث أو يستطير في الكلام عن المرض ووساوسه والآلام وأهوالها أو ذكر تفاصيل الحادث لأن ذلك يؤدي أحياناً بالمريض إلى السأم والضجر فيضيق ذرعاً بزواره وعوداه. وله أثر سيء على صحة المريض ويعتبر ذلك أشد وقعاً في نفس المريض من المرض نفسه وعن آداب الزيارة حري بنا أن نتكلم عن الهدايا التي يحملها العواد وغالباً ما تكون باقات من الزهور تأنس بها عين المريض وينشرح لها صدره أو علبة من الحلوى والشوكولاتة يستغني بها على إكرام ضيوفه, وأفضل الرأي أن نتخير الهدايا التي توحي لمريضنا العزيز بما يشعره بأنه ما زال بيننا, فما يهمه يهم الناس ويعنيهم ما كان يعنيه وهو بينهم صحيح معافى ويجب أن نختار الهدايا لاعتبارات عدة منها مكانة ومركز المريض وميوله وهواياته. ولذلك لا بد من الإشارة هنا ولفت نظر كل الهيئات الاجتماعية والجمعيات الخيرية وكبار مسئولي الدولة في محافظات الجمهورية لزيارة نزلاء المستشفيات خاصة الحكومية ورسم البهجة والفرح في قلوبهم ومنحهم روح التفاؤل والأمل في الشفاء, خاصةَ أن الكثير من نزلاء المستشفيات الحكومية والذين يرقدون على أسرة المرض قلما يزورهم أحد أو يخفف من آلامهم وأحزانهم. إن مشاكل المرضى قبل انقطاعهم عن الحياة العادية لتشغل بالهم وتوقعهم في دوار من التفكير, فلتكن زيارتنا إليهم بشرى بتقدم أعمالهم ونجاح مشاريعهم وأن نقابل مرضانا بوجه بشوش وبسمة حانية ونبتعد عن التهجم ومظاهر الكآبة ففي هذا ما يخفف عنهم هول ما يعانون وشدة ما يقاسون ويخرج بأوهامهم في ظلمات اليأس والقنوط إلى أنوار الرجاء.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد