من الطبيعي أن يشعر المرء بالضيق والحزن عندما يواجه متاعب أو صعوبات في حياته أو إحباطاً في تحقيق رغباته وطموحاته. من منا لا يشعر بالحزن عندما يواجهه الفشل أو يفقد إنساناً عزيزاً لديه أو عندما تعترضه مشاكل في العمل أو عند ابتعاده عمن يحبه.. وبالرغم من ذلك يستمر المرء في أداء أعماله المعتادة بكفاءة ولا تتأثر أو تضطرب حياته.. ويصبح الحزن والضيق مرضاً أو ما يسمى باكتئاب نفسي عندما تشتد حدة الحزن وتستمر لفترة طويلة.. وعلى سبيل المثال عندما يرسب شخص في امتحان هام، فنتوقع أن يكون حزيناً لبضعة أيام أو بضعة أسابيع وعندما يستمر الحزن لأشهر عديدة، فيمكننا القول بأن الشخص يعاني من اكتئاب نفسي.. أو عندما لا تتناسب فترة الحزن وشدته مع المسببات الخارجية ومثال ذلك أن يصاب فرد بحزن شديد لعدة أسابيع أو شهور وبعد وفاة أحد أقربائه أو عندما يحدث الحزن الشديد والضيق بدون أي سبب يذكر. والاكتئاب النفسي يختلف عن الحزن العادي، حيث تصاحبه اضطرابات نفسية أخرى، وكذلك اضطرابات جسدية، وتقل كفاءة الشخص وتضطرب حياته بسبب المرض.. الاكتئاب النفسي من الأمراض الشائعة.. إن الاكتئاب النفسي من الأمراض الشائعة وقد أظهرت الدراسات والأبحاث الميدانية أن بين كل مائة شخص يوجد هناك ثلاثة أشخاص يعاونون من هذا المرض، ونسبة ضئيلة تتوجه للعيادات النفسية للعلاج وجزء آخر يذهب للعيادات العامة بالأعراض الجسدية للمرض، أما الجزء الأكبر فلا يعرف بأنه مريض وبالتالي لا يبحث عن علاج. وقد يدرك البعض أنه يعاني من هذ المرض، لكنه يخجل من التوجه للعيادات النفسية، فيضطر لاستخدام المهدئات التي يشتريها من الصيدليات ويستمر في تناول هذه الأدوية حتى يصل إلى حد الإدمان. الصدمات النفسية الحادة كوفاة شخص عزيز أو فقدان الوظيفة أو الرسوب في الامتحان والتي تؤدي للاكتئاب، وأيضاً المشاكل العائلية والزوجية المزمنة، أو الابتعاد عن الأهل، كما في حالة الابتعاث إلى الخارج، وقد يؤدي الاكتئاب أيضاً إلى بعض الأمراض العضوية كالإنفلونزا، أو التهاب الكبد وقد يحدث نتيجة لاستعمال العقاقير المنشطة كالفيتامين (حبوب التخسيس) أو تعاطي الكحول، أو الشعور بالاضطهاد والظلم والإصابة بمرض خطير كالسرطان أو الشلل أو الذبحة الصدرية، كذلك وهناك بعض حالات الاكتئاب لا يوجد لها سبب واضح في كيميا المخ.. ويسمى هذا بالاكتئاب الداخلي، حيث يتعرض الفرد لنوبات متكررة من الاكتئاب بدون سبب خلال حياته.