بات من الضروري جداً أن نعيد النظر في مناهج سلوكياتنا وأخلاقياتنا وتعاملاتنا مع ربنا وخالقنا ومع أنفسنا ومع واقعنا ووطنيتنا وأعمالنا في كل الجوانب, ونجعل من المحطات والمناسبات الدينية والاجتماعية والوطنية معالم ومقاصد ودروسا نستفيد منها في واقع حياتنا العملية والعلمية والاجتماعية والسياسية والحزبية. ونتعلم من تاريخنا وواقعنا الماضي والحاضر.. وخاصة عندما نكون مع موعد أو مناسبة أو ذكرى كانت دينية أو وطنية أو غير ذلك, فمن هذا المنطلق كان يجب علينا جميعا كنا ـ كأفراد أو جماعات أو أحزاب أو مكونات ـ أن نترجم هذه المعالم والمقاصد الدينية والفرائحية والوطنية إلى مخرجات وسلوكيات نعيشها على الواقع ونستشعر عظمة الخالق عند توجيه الخلق والخلائق إلى العبادة والالتزام وعدم الإشراك في ذلك شيء كما أمرنا بتقويم النفس والترفع عن الصغائر والمكائد والموبقات والخوض في المسببات التي تؤدي إلى التخلي عن الفطرة وعن الهوية وعن الوطنية وعن الاعتصام وعن الوحدة وعن القوة. واللهث وراء المقاصد والمفاتن والمنغصات التي تعيق مقومات الحياة الأساسية والضرورية. وتعطيل مصالح الشعب.. فلربما ـ ومن خلال هذه الكلمات المتواضعة ـ أدعوا نفسي وأدعو كل إخواني وأخواتي في كل ربوع هذا الوطن الغالي على قلوبنا. أن نتجه نحو التغير ونحو التصحيح في كل مناحي حياتنا السارية والروحانية والوطنية والسياسية, ونجعل من هذه المحطات والمواقف, نقطة تحول نحو المصداقية مع ربنا ومع انفسنا ومع عقيدتنا وديننا ومنهجنا ووطننا وان نحترم آدميتنا وانفسنا وان نعود إلى الصواب, فما يستفاد من هذه المحطات وهذه المناسبات التي تتوافق وتتواكب مع أفراحنا وأعيادنا الذكرى الخمسين لثورة 14 من أكتوبر المجيد والذكرى السنوية لمؤتمر العالم الإسلامي إلا وهو الحج عرفة. فكان يجب أن نرتقي بنفوسنا إلى مراتب الصفاء والعزة والكرامة والروحانية والرجوع الصادق إلى ديننا ومنهجنا وان ندرك معالم الرعاية الاجتماعية والأسرية وان نسعى إلى التصالح والى التسامح والى التكافل والى التعاون. وإعادة بناء النسيج الاجتماعي اليمني في مختلف أركانه وجوانبه. على تطبيق المنهج الذي نستسقي منه روحانيتنا وعقيدتنا وعبادتنا وأخلاقنا وتعاملنا في كل جوانب حياتنا.. أيضاً.. من الضروري أن نرتقي بنفوسنا إلى مراتب الإخلاص والوفاء والتضحية والإيثار من اجل الوطن ومن اجل اليمن, وأن ندرك معالم الحفاظ على مكتسباته وثوابته الوطنية والوحدوية, والتوجه يدا بيد لبناء اليمن الجديد, والحرص على أهداف ثورته وثروته, وكبح المؤامرات التي تسعى لتفكيك النسيج والغطاء الذي يحفظ لليمن مجده وعزه وشموخه, مهما اختلفنا في وجهات النظر السياسية والفكرية, فالوطن فوق الجميع والوطن للجميع.. فأقول لكل من يتهاون.. ولكل من يتعاون, ولكل من يتشاكى.. ولكل من يتباكى, حان الوقت لأن نرتقي إلى المعالي وحان الوقت لأن نترفع عن الصغائر والضغائن, وحان الوقت أن نتخلى عن أصحاب المشاريع التي تبيع وطنها وكرامتها ودينها بثمن بخس.. فإلى هنا يكفي مساومات, والى هنا يكفي اعتداءات على مصالح الشعب والوطن, فإلى هنا يكفي استخفافا بعقول اليمنين, فإلى هنا يكفي مؤامرات ويكفي استفزازات, فالشعب قد كشف عن وجوه المنافقين والمزايدين والمتآمرين, فلا تركنوا إلى أوهامكم ولا تنتظروا الصباح لتفسروا أحلامكم الممغنطة, فمن الأفضل أن تعرفوا وتعترفوا على أنفسكم أنكم قد ابتليتم, فما عليكم إلا أن تستتروا وأن تحترموا أنفسكم, فالوطن والشعب واليمن مثل بحارها المحيطة لا تقبل أن يعيش فيها إلا الأحياء فقط, وتلفظ وتطرد وتقذف كل الموتى وكل المجسمات وكل الموميات وكل الجبناء والعملاء.. والله المستعان.
د.فيصل الإدريسي
لماذا. لا نحترم أنفسنا..؟ 1338