• حفل العيد الخمسين لثورة أكتوبر عبارة عن لوحة استعراضية لعدد من الأغنيات القديمة, أكتوبر ـ الذي أقيم بمحافظة عدن مؤخراً ـ والتي أعيد إنتاجها وكأن الساحة الفنية اليوم خلت من أية قدرات إبداعية جديدة مقارنة بالماضي. • الحفلات الوطنية اليوم أو بالأصح مهرجانات المقاولات يشتم منها رائحة احتكار واستيلاء على ميزانية الحفل بشكل واضح أصبح حديث الساعة وحديث الأوساط الفنية في عدن وصنعاء. • الذي أضفى بهاء ورونقا على الحفل (اللوحة الاستعراضية) الأثر النفسي الجميل الذي تركتهُ الأغنيات المختارة والتي تعودت عليها آذان الجمهور منذُ زمن بعيد, تلك الأغنيات هل الأساس في تسمية هذا الحفل بـ( الحفل ) ولولاها – أقصد تلك الأغنيات – لأصبح الحفل عبارة عن (سمك، لبن، تمر هندي). • أشاد المراقبون الفنيون وعدد من المهتمين والمتذوقين بالغناء واللحن والتوزيع الموسيقي للفنان المبدع خالد برقوش الذي استطاع إنتاج اللحن القديم بروحه الأصيلة ولكن بشكل جديد ينم عن دراية واقتدار. • فرقة إنشاد عدن كانت الجندي المجهول وراء تلك الأعمال الناجحة التي قدمت في الحفل (اللوحة الاستعراضية) بخبرتها الطويلة بأصواتها المتناغمة والتي تعرضت لإهمال لفترات طويلة ولأتذكر سواء بالمناسبات الرسمية فقط. • يتاهمس الكثيرون حول التقاليد التي يجب أن تراعى في مثل هكذا حفلات وطنية وبالأخص من الناحية الإشرافية والتنفيذية بحيث اختلط الحابل مع النابل, اختلط دور مقدم الحفل بالإضافة إلى دوره كمشرف فني ومالي وبكلمة ممثلة الاحتفالات عدن وهذا التقليد الجديد يخفي وراءه أو ربما يكشف حالة من الفوضى في تحديد المراكز الإشرافية والغرض هو – كما يردد توزيع الفوائض المالية لمخصصات الحفل . • ظهرت مجسمات الحفل ـ التي تعبر عن معالم عدن الأثرية والتاريخية ـ في خلفية اللوحة كأنها أصنام مهملة لا تؤدي دور ضمن العمل الذي يفترض أن يكون فنيا ينسجم مع تلك المعالم الأثرية القديمة، فيما عبر البعض بأن تلك المجسمات أشبه ما تكون بجنائز في موكب للعزاء. • لفت أنتباه الحضور تقديم المشرفة والمذيعة والمسولة المالية الأخت وردة بوصف كل من تذكر أسمه بالفنان قرين اسمه وعندما ذكرت الفنانة الصاعدة هدى هاشم لم تعرف أسمها بوصفها فنانة بل وصفتها بالأخت وكأنما استكثرت عليها هذا اللقب التي تستحقه! • اللوحات الراقصة المقدمة أكثر ما تستحق أن توصف به التقليدية التي أكل عليها الدهر وشرب ربما تعود إلى السبعينيات من القرن الماضي وتفتقر إلى الحيوية والرؤية الإخراجية الجديدة مما انتقص من فاعلية اللوحة وجعل الكثير يتساءلون عن مدى ملائمة الملايين التي صرفت في حفل لوحته الفنية الراقصة التي لا يرتقى إلى مستوى المناسبة. • محافظة عدن ممثلة بعدد من محافظيها ومجلسها المحلي تعودوا على اقتسام مخصصات الاحتفالية المركزية مع مكتب وزارة الثقافة بعدن وأصبحت هذه الازدواجية طريقة عمل دائمة يشتكي منها مكتب الثقافة باستئثار المحافظة بنصيب الأسد المطلوب آلية واضحة للجهة المسئولة عن صرف مستحقات المنفذين للحفل المركزي بما يتوافق والجهود المبذولة من قبل الفرق والفنانين وغيرهم بشكل لائحة تصنيف أجور عادلة لا تخضع للأهواء والمحسوبية. • إن الاحتفالات المركزية ـ التي تنفذ في عموم البلاد وبالأخص في عدن ـ ليس لها علاقة بما يجرى بالواقع, حيث نرى المليونيان الهادرة الحاملة للقضية الجنوبية وغيرها من قضايا مثل القضية التهامية إلا أننا نجد بالمقابل الملايين من الريالات تصرف هباء منثورة دون التطرق إلى القضايا الوطنية الملحة وكأن الثقافة نشاط خارج إطار القضايا الجوهرية.
أمل عياش
تنويعات من وحي اللوحة 1416