لم يتبقى أمام القوى السياسية في اليمن إلا أن تعلن حالة الإفلاس السياسي وتعترف بعجزها وفشلها..وتعود إلى أكواخها وجحورها التي اعتادت وتعودت أن تحل مشاكلها ومشاكل الشعب من داخلها.فلم يتبقى لهذه المكونات غير أنها تظهر مهاراتها وقدراتها وإبداعاتها الأخيرة.. والأخيرة فقط..والتي من المؤكد أن تحتمل النجاح أكيد..والفشل أكيد..فإما أن تحدد المصير..وترسم المستقبل..وتسطر الحياة الكريمة لهذا الشعب..وإما إن أن تعمق الانقسام والانتكاسة..وتؤكد الاحتدام والتشظي المميت. وذلك من خلال ما تبقى من الوقت بدل الضائع لمؤتمر الحوار الوطني بعد أن منح الشعب فرصه كافيه لتوافق الفرقاء والتطلع إلى الأفضل والأحسن.
فترجمت المشاركة لهذه القوى بالفشل والعمل السلبي الذي لم يكن متوقع من منظور الشعب الذي ظل يأمل ويترقب تحسن الأوضاع إلى الأحسن وتعافي القلوب من مرضها وتناصح القوى والجماعات وتقارب في وجهات النظر بين الفرقاء والشركاء لكن للأسف لم يحدث ما كان يطمح فيه الشعب وكأن الحوار لم يحصل فالوجع هو الوجع والمشكلة هي المشكلة والواضح من ذلك يبدو أن القوى السياسية المشاركة في الحوار لم تتحمل الأمانة التي حملها الشعب إلى الوطن فاستبدلت حمل أمانة التوصيات والمقترحات والمخططات من الأجانب إلى الشعب وعجزت عن تشخيص المعضلة لهذا الوطن وعن معرفة الأسباب التي أوصلت الشعب والوطن إلى ما نحن عليه اليوم فيا ترى ماذا ستقدم لجنة الحوار لهذا الشعب ..من استدلالات وطمأنينات وحلول ومن أين ستبدأ ..وأين ستنتهي, فالوقت قد انقضى يا ساسة ..ويا كرام...فلا داعي للحسرة والندم..ولا داعي للفوضى والنغم...فهل تصدقون أن سبب تخاذل هذه القوى..هو عدم وجود اللياقة والخبرة السياسية والولاء الوطني..فلقد اجبر الشعب والوطن أن يصلا إلى هذا الموقف..وكنا باستطاعتنا أن نتجاوز هذا الموقف منذ وقت مبكر بحسم النتيجة وتسجيل الفوز لصالح الشعب والوطن والثورة..عن قناعة وعن مصداقية..لكن لم يتبقى إلا لحظات..وتنتهي اللعبة .ومن المؤكد أن تكون ايجابية النتيجة بالحظ..والنصيب ..فقط...فيا رواد السياسة ويا علماء الدين..لم يتبقى للمتحاورين غير هذه الفرصة وغير هذه الكلمة. و غير هذه الركلة الأخيرة, فالوضع واليمن يحتاج إلى تكاتف الجميع والوقوف صفا واحدا لمواجهة هذه المؤامرات التي تحاك باليمن وبشعب اليمن, لكن ربما لم يتبقى لنا إلا أمل واحد فقط بعد الله تعالى القيادة ممثلة بالرئيس هادي إن يعيد النظر ويعمل لما تقتضيه المصلحة العامة والوطنية والإنسانية. لان الفرقاء والتحاوريين ربما لم يتفقوا وإذا اتفقوا لم يقتنعوا وإذا لم يقتنعوا.. لم يسود الاستقرار والتوفيق.. فما على قيادة الوطن إلا إن تتخذ موقفا ينصف الشعب والوطن.. من الشعب والوطن..مهما كلف الشعب من ثمن.فالوضع خطير لا يحتاج إلى مساومه..فالحوار انتهى ..والمشاكل والمعوقات التي وجد الحوار من اجلها..لم تنتهي..فالعقول هي العقول ..والقوى هي القوى والأحزاب هي الأحزاب والأشخاص هم الأشخاص, فلم يتبقى إلا أن يكون قرار ومقترح وحكم الرئيس هو الحكم وهو الفيصل, فاليمن إذا لم تحاط بالإخلاص والوفاء من القيادة وخاصة في هذا الوقت بدل الضائع وتنتصر للشعب وللوطن وللوحدة وللثورة وإلا, فاليمن ستأكل أبنائها.. وتبتلع ثرواتها ويخسروا الجميع وينتصر المتآمر ويعود المحتل ويصمت المنافق الجبان.
والله المستعان..
د.فيصل الإدريسي
كلاسيكو..الحوار.. 1198