في الحديدة..وفي الخوخة تحديدا ..طالعت هذا الخبر المؤلم قبل أشهر قليلة أسلاك كهرباء (مهترئة )،سقطت على طفل كان يلعب في المنطقة،حظه العاثر جاء به ليمر من هنا..بجانب هذه الأسلاك القاتلة..مات الولد في الحال..لم تكن الحادثة الأولى،ولا الأخيرة،حيث قتل أناس كثيرون،وعدد كبير من الحيوانات والماشية..في تقرير القناة التي أوردت الخبر..رأينا مشاهد مؤثرة للطفل القتيل،وهو مرمي أرضا ميتا،ثم عرضت القناة مشاهد لحيوانات ميتة أيضا،قال الأهالي أنها ماتت صعقا بسبب تساقط أسلاك الكهرباء المهترئة عليهم في الطرقات والشوارع ،عقب الحادثة المؤلمة،التي قتل فيها الولد الصغير.. قام أهالي المنطقة باحتجاجات واسعة،يعتصرهم الألم،ومخيما الحزن على الوجوه والعيون،قاموا بمظاهرات احتجاجا على مقتل الطفل،وعلى تردي الأوضاع عموما في منطقتهم،والتي وصلت إلى مستويات مفزعة من التدهور والحرمان،أحتج الناس،خرجوا إلى الشوارع،لكن شيخ المنطقة،أخرج لهم البلاطجة والمسلحين التابعين له،فضربوا في الناس وأحدثوا الإصابات والجروح بين الناس،عدد ليس قليل منهم،إصاباته بليغة .. لا نعلم من هذا الشيخ الذي يتصدى لاحتجاجات مواطني تلك المنطقة،ومن أعطى هذا الرجل الحق في أن يفعل بالناس هناك ما فعل؟..الناس مفجوعين بأسلاك الموت التي تترصدهم وتحصدهم، هم وأطفالهم في كل ساعة،وكل يوم..هناك سؤال..أضعه بكل ألم..وحزن: إلى متى سيظل يعاني الناس في بلدنا من تردي أبسط الخدمات،وانعدام كل الحقوق؟،وتسلط شيوخ السوء والظلم المدعومين من بقايا النظام الفاسد الذي حكم وخرب الدولة ٣٣عاما مضت ؟،والبعيدين تماما عن محاسبة من هم في الحكم الآن، لماذا؟..ولماذا؟سنظل نتساءل..ونصرخ..عسى أن يسمعنا أحد.ليتخيل كل واحد الآن، في هذه اللحظة: أن هذا الولد الصغير،الطفل،الذي قتل مصعوقا بأيادي الإهمال والحرمان،الذي خطفه الموت وهو يلعب بكل براءة وأمان..فلتتخيل الآن :إن هذا الولد ابنك،كيف سيكون حالك؟..هل ستنام الليل؟..لماذا لا يشعر المحافظ،والوزير،والرئيس،وكمسئول..بفجائع الناس..إن من هم في الحكم اليوم،وأمس : يبدوا أن معاناة الناس وعذاباتهم..هي آخر اهتماماتهم..إلى متى هذا العذاب والقهر..إلى متى يا بلادي؟!.
فقراء جدا.. معدمين..ظروف قاسية، ولكن ما معنى أكوام المأكولات الهائلة في القمامات والمزابل..انظروا إلى حجم المبيعات الغير مسبوق في قطاع الجوالات والتلفونات والكمبيوترات المحمولة..أرقام قياسية..مبالغ هائلة تصرفها الأسر اليمنية على هذا القطاع..حقا؛إننا شعوب مستهلكة بامتياز..ومعدمة بامتياز..هل رأيتم التناقض الواضح..والغريب..!.
لينا صالح
خواطر ثائرة 1273