في الوقت الذي قالت فيه صحيفة واشنطن بوست الأمريكية شهادة للتاريخ إن تحركات جماعة الإخوان المسلمين في الشارع مثيرة للإعجاب بما يبين أنها موجودة في كل مكان، وذلك رغم الحملة الأمنية الكبيرة ضدها.
وأضافت الصحيفة إن الإخوان بعدما كانوا القوة السياسية الغالبة في مصر، اضطروا للتركيز على القيام بحملة من التظاهرات في الشارع بما يبيّن أنهم جماعة لا يمكن أن تُمحى تماما، وأنها ستعود يوما للنظام السياسي.
وعن مظاهر تحركات الإخوان الأخيرة أوضحت الصحيفة أن رسوم الجرافيتي على الحوائط وعلى أعمدة الإنارة والإشارات تنتشر لأميال في العاصمة ومحيط القصر الرئاسي. وأقرت الصحيفة بأنه "عرض للبقاء يثير الإعجاب بما يعطي صورة أن الإخوان موجودون في كل مكان، لكنهم متوارون فقط تحت السطح".
وعن أثر تلك الحملة القمعية على الإخوان قالت الصحيفة إن الإخوان يعملون على تحمل تلك الحملة والتي رغم كونها مؤلمة إلا أنها تساعد على الحفاظ على ترابط أعضائها تحت ضغط المؤامرة المشتركة.
وأشارت الصحيفة إلى صعوبة تمكن الحملة القمعية من كسر شبكات الإخوان وإجبارهم على التنازل عن برنامجهم التاريخي، كما تناولت الصحيفة أيضا مبادرة زياد بهاء الدين نائب رئيس حكومة الانقلاب لإيجاد حل سياسي، والتي قاومها مسئولون أمنيون
أمام هذا الواقع الذي ترجح كفته لصالح الإخوان والمناصرين لهم كلنا تابع الاحتفال الذي قامت به السلطة الغاشمة في مصر واستدعت له بعض الفنانين على رأسهم الفنانة نانسي عجرم ليتضح الامر أن استقدامهم جاء من أجل عزف سيمفونية سفك الدماء البريئة على مسرح الوطن ، ففي الوقت الذي كان السيسي وأزلام جوقته يحتفلون بنصر أكتوبر الذي لم يشاركوا فيه برصاصة واحدة ، كان القتل يمارس على المتظاهرين وعلى مقربة من شارع التحرير حتى سقط في ذلك اليوم أكثر من " 50" قتيلا سقطوا برصاص الانقلابيين ، وهذا المشهد يذكرنا بالقرار الذي اتخذه العسكر عقب الانقلاب على الدكتور محمد مرسي قضى بمنع الناشطة الحقوقية توكل كرمان من دخول مصر وإرجاعها من مطار القاهرة من حيث أتت
إنه عندما تغلق الأبواب أمام شخصية عالمية كتوكل كرمان وتفتح الأبواب مشرعة امام نانسي عجرم "الصحابية الجليلة والفاتحة العظيمة" أعتقد أن الانقلابيين لم يعد يعني لهم شيئا اسمه الشعب ، لمخالفتهم بذلك قطاعا عريضا من أبناء هذا الشعب فعلا إنها سلطة المخازي التي لا تتورع من السباحة عكس ما يهواه غالبية الشعب المصري .
إننا أذا أمام سلطة غاشمة مستعدة لان تفرط بالوطن وبأ بخس الأثمان ، وإلا ما ذا يعني أن تمنع شخصية حقوقية بحجة أمنها القومي وتفتح الابواب مشرعة على مصراعيها أمام فنانة لا تمت بتاتا بفنها بصلة لغالبية الشعب المحافظ ، والعجيب ان هذا الاستفزاز يأتي في الوقت الذي أصبحت كثير من وسائل الإعلام تتحدث عن الوجه الحضاري لنضال السلمي لجماعة الاخوان الإخوان المسلمين ومناصريهم الذين مثلوا لهم الجدار الساند في نضالهم وسلميتهم .
إذا ايها الإنقلابيون مزيدا من الفضائح "والدعممة " التي لن تزيد الشعب إلا قوة وإصرارا في تحقيق ما يصبو إليه من حريته المنشودة التي لن يتحصل عليها اصحابها ما لم يدفعوا لها الثمن الكافي ،
يعلم الله أنني وانا أتابع الحدث المصري عن قرب أن كثيرا من الخواطر التي تتبادر إلى ذهني ,انا أشاهد الصمود الأسطوري للغاضبين الذين ما زالوا حتى اليوم متمسكين بعصى نضالهم ، ومتشبثين بسلميتهم على الرغم من الرصاص الذي صب عليهم صبا ، والخراطيش التي نزلت عليهم كالمطر ، على الرغم من كل ذلك ما زال في مصر عصبة ثابتة على مبادئها لا تجزع من الموت ، ولا تتهيب من المواجهة بصدرها العاري وما يحمله الطرف الآخر من سلا فتاك
تذكرت قصة خبيب ابن عدي قبيل استشهاده وهو يقول وأختم :
لقد جمّع الأحزاب حولي وألبوا **قبائلهم واستجمعوا كل مجمع
وكلهم مبدي العداوة جاهدا **علي لأني في وثاق بمضيع
وقد جمعوا أبناءهم ونساءهم **وقُربت من جذع طويل ممنع
إلى الله أشكو غربتي ثم كربتي **وما أرصد الأحزاب لي عند مصرعي
فذا العرش ، صبرني على ما يراد بي **فقد بضعوا لحمي وقد ياس مطمعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ **يبارك على أوصال شلو ممزع
وقد خيروني الكفر والموت دونه **وقد هملت عيناي من غير مجزع
وما بي حذار الموت إني لميت **ولكن حذاري جحيم نار تلفع
فوالله ما أرجو إذا مت مسلما **على أي جنب كان في الله مصرعي
فلست بمبدٍ للعدو تخشعا **ولا جزعا إني إلى الله مرجعي "
مروان المخلافي
سلطة المخازي 1272