يوم الثلاثاء القادم الموافق 15 أكتوبر 2013م يحتفل اليمنيون والمسلمون في بقاع الأرض بعيد الأضحى المبارك, أعاده الله علينا جميعاً باليمن والبركات, ذلك اليوم الذي ستمتلئ القلوب والنفوس بالغبطة والسرور، وستتوارى الضغائن، والأحقاد، والشرور, فالمناسبة العطرة تفرض أن يسموا الجميع فوق كل ما من شأنه إثارة نوازع الشر وأن نتصالح مع أنفسنا والمحيطين بنا قبل أن نرفع أكف بالدعاء والابتهال لخالق الكون.
وبما أن الأمر كذلك لماذا لا يكون العيد نقطة التقاء وتقارب بين الفرقاء المتخاصمين المتزاعلين (الغاضبين) المختلفين على الساحة اليمنية, لكي يجعلوه بداية مصالحة وطنية تجنب بلادنا وشعبها ويلات كثيرة لا يعلم إلا الله عواقبها؟.. فظروفنا السابقة على حلول العيد كانت ولا تزال باعثة على التوتر والتململ من كثرة الصياح والمناكفات السياسية اليمنية وبلغنا حداً كشف عن قدرتنا على تهيئة المناخ المساعد على الوصول للحدود الدنيا من التوافق والاتفاق وعدم تسجيل نقاط إيجابية تمنحنا الثقة في توجهنا إلى الطريق الصحيح بعد الثورة الجديدة..
فالمشاهد أن السياسة اليمنية تسير عن قصد وسوء نية في الاتجاه المعاكس من قبل بعض الناس المعرقلين, وما يغضبك أننا نفتقد الاجتماع حول هدف وطني يقاتل الكل لإنجازه, فالمطامح الشخصية المحدودة الأفق لها الأولوية والحظوة.
إن العيد فرصة ذهبية لمراجعة النفس بصدق وتجرد وتغليب نزعة الخير وتحطيم الفواصل والحواجز العائقة لالتفافنا حول كلمة سواء تأخذ بيد الوطن المنهك المشوش لبر الأمان والاطمئنان.. فهل يصعب على اليمنيين أصحاب الحكمة والحضارة العريقة أن يجعلوا من عيد الأضحى بوابة للمصالحة؟.. بالتأكيد هم قادرون على فعل ذلك، شريطة أن تصفو النفوس وتقدم المصلحة العليا للبلاد على ما عداها, ونحن منتظرون.. وكل عام وأنتم بـ 1000خير.
أحمد عبدربه علوي
لنجعل من عيد الأضحى بوابة للمصالحة 1228