من الطبيعي واللا جدل فيه أنه حينما يكون التشخيص لأي مشكلة خاطئاً، فسيكون العلاج خاطئاً، ليس فقط لن يفيد في معالجة المرض, بل وسيفاقمه، ليزيده أمراضاً على مرضه.. هذه مسلمة يدركها أو يفترض أن يدركها الجميع، ليس فقط الطبيب، بل والممرض والمريض معاً..
لنتفق إذاً هل مشكلة اليمن تكمن في من يحكم أم في كيف يحكم أم في نظام الحكم أم في أسلوب الحكم, هل في الوحدة أم في إدارة الوحدة، أو الشأن العام عموماً, هل في نوع الدولة, أي في كونها دولة موحدة وبسيطة، أم في الكيفية التي تدار بها هذه الدولة إجمالاً؟.. وفي ضوء الإجابة على هذه الأسئلة، يتحدد التعاطي مع الفيدرالية وغيرها كـ وصفة، قبولاً أو رفضاً وغيره.. فإذا كان فهم المشكلة نصف الحل، كما يقال، فعلينا ابتداءً أن نتفق علي المشكلة قبل الاتفاق على الحل.. يقول (كي جي تشسترتون): ليست صعوبة الأمر في عدم رؤيتهم للحل, بل في عدم رؤيتهم للمشكلة.. والله الموفق.
محمد سيف عبدالله
قبل مناقشة حلول أي مشكلة لابد من توحيد الرؤية للمشكلة 1220