إن الرمال اليوم تتحرك تحت أقدام بقايا الأنظمة الساقطة والقوى الظلامية, حيث لن يكون بالإمكان إعادة استنساخ أنظمة بائدة في دول الربيع العربي كانت تقدم مصالح أعداء الأمة على مصالح شعوبها.
إن أميركا تضع شرط وصول أي تيار أو حركة إلى السلطة هو حدوث تعاون مع أمريكا وإسرائيل، من خلال القبول بالاقتصاد الأمريكي الليبرالي، وعقد اتفاقيات سلام مع إسرائيل، بعد ذلك يحصلون على الدعم من أمريكا، ليتمكنوا من السيطرة على البلاد وأصبح لزاماً على واشنطن السيطرة على منابع الغاز ومعابرها لتضمن بيع الطاقة بالدولار وليس باليورو أو بأي عملة أخرى، وكان عليها تأمين غاز للسوق الأوروبي يسدّ تصاعد الطلب في أوروبا حتى نهاية العام 2000 ومن ثم تأمين السيطرة على باقي المنابع قبل العام 2014 وبدأ التخطيط لرسم خريطة جديدة للطاقة، لكن فشل الحصاد الأمريكي من الربيع العربي وفشل رغبتها في تسليم الوطن العربي للقوى الظلامية في المنطقة أفقد أمريكا الكثير من توازناتها, بل افقدها القدرة على قرأت المزاج الشعبي العربي الذي عاد إلى روحه القومية والعربية الأصيلة بسرعة البرق دون أن يمكن أعداء الأمة من التلاعب بمقدراتها..
أمريكا كانت راغبة في اشتعال ثورات في مصر وتونس, حيث قد فجرت مشكلات عميقة, سيما في مسألة الغذاء، هذه المشكلات الغذائية أدت إلى تصاعد احتجاجات شعبية عنيفة رأيناها جميعاً في معظم البلدان..
الآن يتطلب من كل الدول التي شهدت ثورات الربيع العربي إعادة ترتيب الأولويات والمصالح القومية العربية والعمل على إعادة التوازن للهيبة والمكانة التي تستحقها أمتنا, بالحفاظ على المصالح القومية العربية والعمل على وقف كل الانتهاكات التي يقوم بها أعداء أمتنا ووضع حد للعربدة الصهيونية في المنطقة ووقف أحلام كل الطامحين بإيجاد مكانة إقليمية لهم ولشعوبهم في المنطقة على حساب قضايانا العربية ومصالح شعوبنا القومية.
إيمان سهيل
الرمال المربكة 1166