حقاً وصدقاً.. من شدة وكثر وحجم الكذب الغير مسبوق، ينتابني(وكثير من المتابعين لما يجري في مصر بعد ثورة ٢٥يناير٢٠١١م)اندهاش كبير.. وذهول، وبعض الحيرة أحيانا.. إذ كلما أرى(اضطرارا، لأني مقاطعة لكل القنوات المؤيدة والداعمة للانقلاب)أحد برامج الإعلام المصري المحترف والممتهن للكذب، تصيبني نوبة ضحك، من ذاك النوع المسمى(المضحك المبكي)،وينتابني شعور جارف بالاحتقار لهؤلاء القوم، الذين يمتهنون الأكاذيب حرفة وصنعة!.. إحدى الصحف الكبرى الانقلابية مثلا.. تنشر في1 /٩/٢٠١٣م عنوان خبر رئيسي بالصفحة الأولى: (الإخوان قاموا بزرع ١١قنبلة في كوبري أكتوبر يوم مظاهرات جمعة ٣٠/٨/٢٠١٣م)!!..طبعا؛ من المعلوم أنه في يوم ٣٠/٨..ملايين البشر خرجت للتظاهر ضد الانقلاب! وليس ضد الإخوان! وبالتالي.. يعجز العقل أن يصدق أن الإخوان والإسلاميين سيفجرون ويقتلون أنصارهم ومؤيديهم الداعمين لهم وللشرعية!!..الذين كانوا سيمرون بمظاهراتهم فوق كوبري ٦ أكتوبر!!..يا إلهي. هؤلاء الانقلابيون..كم هم كاذبون.. إنهم يخترعون تهماً لا يصدقها العقل ولا المنطق.. ولا حتى.. الأطفال!.
لقد كنت دائما طوال العامين الماضيين، وتحديدا طوال العام الذي قضاه الرئيس مرسي في الحكم.. أستعجب من صبر الإسلاميين والإخوان خصوصا، على كميات السب، والشتم والقدح، والإهانة بحقهم، واتهامهم بعدد مهول من التهم الخطيرة، وكنت أقول لنفسي: لماذا لا يرد الإخوان والإسلاميون على كل هذا الكذب والزيف وقلب الحقائق الذي يمارس ضدهم، واتهامهم كل يوم وكل ساعة بمئات، بل بآلاف الجرائم الجنائية والإرهابية بل والأخلاقية!.. لماذا لا يردوا أولا بأول ويخرسوا تلك الألسنة الملوثة؟!..لكن تأكد لي أمرا الآن.. وهو: من كثر وشدة الكذب والتزييف الذي يقوم به الإعلام المصري المرتزق كل دقيقة وكل ساعة.. وأمام هذا الكم الهائل من الدجل والتضليل والتزييف.. فإن المرء يعجز حقا.. عن الرد على كل هذا الافتراء والظلم الفادح!. إذ : من هو ذاك المتفرغ والفاضي(حتى لو كان جماعة أو تيار عريض بحجم الإسلاميين)من هو ذاك الفاضي والمتفرغ للرد على كل هذا الكذب؟!..إنه حجم.. خرافي.. لسيول من الأكاذيب.. أجزم: أن الإعلام المصري سيدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية الخارقة بموهبة الكذب الغير مسبوق في تاريخ البشرية كلها!.. بكل تأكيد..!.. صدقوني.. هم قد دخلوا الموسوعة فعلا!. ولا زال السقوط الأخلاقي المريع لأعضاء ورموز حزب النور(السلفي الذي بات يغرد خارج سرب التيار الإسلامي والوطني العام تماما)مستمرا، وتتهاوى كل= يوم، وتتلطخ صورتهم القبيحة في نفس كل شريف وكل حر.. كم كنا نحبهم ونحترمهم!.. وكل يوم يمر؛ يؤكدون أنهم مجرد محلل للانقلاب الغير شرعي، ومجرد مسوخ بلا مبادئ، خدعوا الناس بلباس الدين والتقوى والإخلاص، فصدقوهم وانتخبوهم في أول انتخابات حرة بعد ثورة يناير٢٠١١م!..لكن نفس الناس اليوم، عرفوا الحقيقة.. وكشفوا زيف القناع الذي لبسه حزب النور وآخرون كثر، سقطت عنهم الأقنعة جميعا بعد الانقلاب العسكري.. وبانت للناس أجمع وجوههم الحقيقية القبيحة!.. أحد حلقات هذا السقوط، مقابلة تلفزيونية لأحد رموز حزب النور الذين كان الناس يظنون فيهم المواقف والمبادئ والوطنية والدين.. هو القيادي أشرف ثابت، يقول أشرف ثابت في مقابلة قبل أسابيع مع قناة cbc(احدى قنوات الخزي والكذب الفاضح في الإعلام المصري الساقط سقوطا مدويا والذي بات مضحكة للرأي العام العربي والعالمي)..المقابلة كانت مع الإعلامي خيري رمضان(الذي يثبت لنا كل يوم أنه مرتزق بامتياز! ضد ثورة وحرية شعب مصر)،لماذا أقول عنه مرتزق هو ورموز حزب النور؟ وأنا أقولها ليس مجازا بل هي حقيقة على الأرض، وفعلا وواقعا!.. لأن المراقب لنكبات الإعلام المصري، يلاحظ كيف يتحرك هؤلاء(من إعلاميين وسياسيين مرتزقة)يقبضون أموالا طائلة مقابل مواقف سياسية معادية لخصوم (نظام مبارك)ومعادية لثورة ٢٥يناير بشكل فاضح!،صار لافتا وواضحا بقوة أنهم(إعلاميين وسياسيين) ينفذون أجندة محددة، ويتحركون بأوامر القيادة الانقلابية.. يحاربون من تحارب، ويصفقون لمن يرضى عنه العسكر..!.. أعجب.. لمن باع نفسه بكل هذا الرخص!!..لا شيء في الدنيا يستحق أن يبيع المرء دينه ووطنه ومبادئه لأجله.. حقا أعجب!. حيث لاحظ الجميع بعد الانقلاب العسكري وقبله أثناء عهد الرئيس مرسي، كيف كان البرادعي الرجل المدلل في وسائل إعلام الدولة العميقة التابعة ل(نظام مبارك)بل وحاز لقب في نفس هذا الإعلام.. لم يلقب به غيره: لقب أيقونة الثورة!!،لأن الرجل، كان متفقا معهم في الهدف والغاية وعداوة الإسلاميين، أما حين اختلف معهم، واختلف مع قيادة الانقلاب.. قامت سلطة الانقلاب بالتوجيه للإعلام التابع لها(خيري ورفاقه) بشن حملة تشويه شعواء ضد البرادعي، وسب فيها الرجل بأقذع الألفاظ واتهم بأكبر التهم، وصلت لدرجة اتهامه بالخيانة العظمى!!..يا الهي.. هؤلاء الانقلابيون..إنهم يتخبطون.
نعود لمقابلة المذيع خيري رمضان مع اشرف ثابت، قيادي حزب النور، كان هدف المقابلة كما أظهروا وحاولوا توصيله للناس: هو تفجير مفاجأة(يضخ فيها مزيد من التشويه للبرادعي)لكن.. بدون أن يشعر ثابت وخيري رمضان، فإن ما قالوه فضح حقيقة مدوية هي: أن السفيرة الأمريكية بعد الانقلاب هي من قادت المشهد!؛وهي من كانت تشكل وتوزع الحقائب الوزارية والمناصب، اتضح سهوا عن طريق(خيري وثابت): أن سفيرة أمريكا قامت هي بتقسيم الكعكة!.. نعم.. أيتها الشعوب العربية.. أمريكا مع الانقلاب!.. أمريكا ضد ثورات الربيع العربي.. بكل وضوح(للذين يزايدون فقط؛ ويزعمون عكس ذلك)..نعود للمقابلة؛ صرح ثابت بالآتي: أن السفيرة(آن باترسون) وجهت دعوة لحزب النور، بعد الانقلاب على مرسي، وساومتهم على منحهم العدد الذي يريدونه من الحقائب الوزارية، مقابل أن يقبلوا بتعيين البرادعي رئيسا للحكومة!.. لكنهم- بحسب قول ثابت- كحزب للنور رفضوا المساومة، لأنهم متمسكون بالمبادئ..(أية مبادئ؟!!هل بقيت لهم مبادئ؟!)،ولا يلهثون وراء سلطة أو مناصب!.. بل مصلحة الوطن هي ما يهمهم!!..انتهى تصريح ثابت.. وأنا أتساءل: لا زال أناس ممن شاركوا في الجريمة بكل فصولها وتفاصيلها المظلمة.. أناس دعموا انقلابا عسكريا دمويا على رئيس شرعي منتخب، ثم دعموا وأعطوا غطاءً لمذابح بشعة بحق الشعب المصري المعارض للانقلاب.. ثم يدعي هؤلاء -العبيد- المنقلبون على الشعب وحريته، أنهم إنما يقصدون: مصلحة وحب الوطن.. من يصدق هذا؟.. بعد كل ما رأيناه في هذه ال٩٠ يوما، من سكوتهم على كل هذا القتل والظلم والبطش الذي يكابده الشعب المصري على أيدي العسكر.. هل بعد سكوتهم ومباركتهم للعسكر في جرائمهم.. لا زالوا لا يخجلون.. ويزعمون(زورا وبهتانا)حبهم العظيم وإخلاصهم الطاغي للوطن!!..ألم يسمعوا قول الشاعر: يا مدعي حب الوطن بهتانا.. هلا أقمت على دعواك برهانا !..فأين برهانكم؟!.
لينا صالح
كم هم كاذبون!! 1483