بدوا, ولفترة من الزمن أعداء.. ثم صاروا في فترة أخرى حلفاء.. ثم فجأة تحولوا لأنداد يتزاحمون على اقتسام الغنيمة البائسة!..
ثم جاءت إحدى أعجب كذبات الانتخابات الرئاسية في العهد البائد.. فقرر الفريق (ص) منح أصوات أتباعه لمرشح الفريق (م), وهكذا أصبحوا وبقدرة قادر الأعداء الأصدقاء!!.. ومرت سنوات شداد عجاف على هذا الشعب الحائر بين الفرقتين المتشابهة المتباينة!!, لا يدري من منهم السلطة, ومن منهم المعارضة, تماه مدوخ!!..
وهبت روح من مصدر مجهول أشعلت ثورة في الشارع . فافترش الفريقان ذاتهما الشوارع واندسوا بين الشباب الثائر, وانقسموا لفرقتين: ثائر, ومناهض للثوار!!.. وفجأة وعلى غفلة من الثوار المتجردين الأحرار قفز الاثنان (الثائر, والمثور عليه) وتوسطوا سدة الحكم, وشكلوا معاً حكومة وفاق!!.. المعارضة والسلطة, الثورة ومن ثرنا عليهم, جميعهم صاروا حكومة لهذه البلاد المتهاوية من شدة نزاعهم عليها!.
هذه (حزورة فزورة) أذكى محترفي حل الفوازير لن يجد لها حلاً!!.. الكل يريد تسنم مقام المعارضة, والكل يقاتل كيلا تتزحزح قدمه قدر أنملة من السلطة!.. القوم يتلاعبون بمصائرنا, ويسخرون منا, مدعين بأن هذه هي (الديمقراطية)!!, والديمقراطية المستوردة من الخارج مما يفعلون براء!, فقدوتهم ومثلهم الأعلى في الديمقراطية (أمريكا) هي أيضاً ليس فيها من يذكر سوى قوتين (الديمقراطي, والجمهوري) ولا ندري لماذا لم يستفيدوا من إبداعاتنا المضافة للعبة الديمقراطية ويفرخوا الأحزاب, ويثروا تجربتهم الديمقراطية مثلما فعلنا في اليمن؟..
المهم بأن القوم هناك تجري عليهم سنة التدافع التي قال فيها جل وعلا:( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض), مرة هذا يفوز ومرة ذاك.. فمرة يفوز الديمقراطي والثاني يجمع أوراقه, ومتاعه, ويغادر البيت الأبيض بكل احترام, ويذهب لقضاء إجازة جميلة في ميامي, ويتمتع بحمام شمس, ويرفه عن نفسه " ويدلل روحه قليلاً".. ويتابع كمراقب من بعيد ماذا يفعل خصمه في سدة الحكم من أجل تجهيز برنامج انتخابي يضربه به في الانتخابات القادمة ويسقطه.. وهكذا تسير الأمور وتعمر بلادهم.. بفضل سنة تدافع بحلة حديثة!!.. فحتى متى يتجاهل العقلاء في اليمن سنة التدافع؟!.
إن إصرار البعض على مبدأ التقاسم والمحاصصة, والتهافت الجهول المتخلف من الأحزاب على السلطة إن لم يجد قوة ثالثة تدفع عن الوطن شرور الجميع, بجهالتهم, وسعارهم, وتبعيتهم الفاضحة الفجة, فسوف تكون العواقب وخيمة, ستفسد اليمن فوق فسادها ويهوي بها هؤلاء لأسفل سافلين!.
نبيلة الوليدي
حزورة.. فزورة!! 1427