كلنا نبكي من أجل سوريا .. يبكي سد مأرب وجبل عيبان من أجل نهر بردى يبكي جبل شمسان وصهاريج عدن من أجل سوق الحميدية, يبكي مسجد الجند والمسجد الكبير في صنعاء القديمة من أجل المسجد الأموي.. يبكي مسجد ولي الله العيدروس ومسجد أبان بعدن من أجل قبر صلاح الدين الأيوبي في دمشق.. تبكي جبال صيرة في عدن وجبال صنعاء وأسواق صنعاء القديمة من أجل بلاد الشام وقبر خالد بن الوليد في حمص وكل تلك الأماكن من الآثار اليمنية القديمة الهامة.. تبكي الحضارة اليمنية من أجل الحضارة السورية, وتبكي الحضارة الإسلامية من أجل دمشق بلد حضارة الأمويين التي يشهد التاريخ أنها ظلت لأكثر من خمسة قرون عاصمة لحضارة السلام.. بل ويبكي التاريخ الذي صنعناه وكتبناه بدمائنا من أجل الجغرافيا التي يعاد صياغتها ورسم خرائطها تمهيداً لمرحلة تاريخية جديدة وإيذاناً بحضارة غربية صهيونية مزعومة تخطط لمحو التاريخ أيضاً.. كلنا نبكي حاضرنا ومقدراتنا التي أصبحت في أيدي الآخرين تماماً مثل ألعاب أوراق اللعب (البطة) الكوتشينة كما صورنا!!..
نبكي كلنا علينا, نبكي كلنا من أجلنا, نبكي على مستقبلنا ويعتصرنا الألم والرعب من مصير أسود يحيط بنا وبعروبتنا وحضارتنا وكما قلت بوجودنا نفسه كلنا نبكي وننتظر وبس!!.
لقد هددوا العراق ثم ضربوه وبالفعل احتلوه! وانسحبوا منه بعد خرابه وتشتيته إلى فئات ومجموعات وأقاليم في الانتظار!!, واليوم انظر ما يدور في سوريا نتيجة حاكم أرعن مع قبيلته (العلويين) متمسكاً بكرسي الحكم المهزوز حطم وأخرب البلاد وقتل وشرد العباد بسبب البقاء في الحكم الجائر المجرم المتدهور واليوم دول الغرب وأمريكا التي ضربت العراق بالأمس يهددون سوريا يدعون أنهم جادون ولا يعرفون الهزار.. ومازلنا نبكي وننتظر.. ماذا ننتظر إذن, وهل حقاً نحن بعيدون عما يحدث؟..
راجعوا ما حدث ويحدث الآن في أرض الكنانة مصر.. وما حدث بالأمس في فلسطين واليوم في سوريا وغداً في دولة عربية أخرى حتى تتضح الصورة أمام الجميع.. كلنا نبكي فمن السارق إذن؟, من هو المتهم ومن هو الضحية؟, بل من هم الضحايا؟, هل هو رئيس العراق السابق صدام حسين الذي أعطى الفرصة لهؤلاء (الأوغاد) أن يدنسوا أرضنا؟, هل نحن السبب فيما يحدث لنا لأننا نسينا الله فأنسانا أنفسنا ولينصرن الله من ينصره؟, هل هو الهوان والضعف والتمزق العربي الذي عشنا فيه طويلاً ورأيناه أخيراً يتجسد على أرض الشام؟, وهل سيرحمنا التاريخ وهو يسجل وقائع هذه الحرب المريبة في سوريا؟, ما قيمة الحياة إذن في ظل هذا الهوان وهذا الظل وتلك الاستكانة؟, ماذا سنقول لأبنائنا وكيف سنعلمهم معاني العزة والكرامة والدفاع عن الوطن والعرض والدين؟..
أما عننا في اليمن فنحن نبكي مدة (50) عاماً ولا نزال نبكي حتى يومنا هذا لما نعاني منه من عادات وتقاليد موروثة من حكام اليمن السابقين واللاحقين مجرد (قف كما كنت) فساد وتقاليد وتخلف وعادات قبلية باقية لم تتحلل ولم تتغير, عادات موروثة قديمة, عقول متحجرة لم تظن أنها تعيش في القرن الواحد والعشرين.. انظر إلى هذه الأعمال المتخلفة والهمجية وما يقوم بها أصحابها المتخلفون, نسف أنابيب النفط, تحطيم أبراج الكهرباء في الصحاري, الاختطافات, الاغتيالات, تقطع الطرق ونهب أملاك الناس من أراضي وعقارات و.و.و, وعادات بالية لا يزالون متمسكين بها, منها باختصار شديد (زواج القاصرات) إلخ.. نتيجة للفهم الخاطئ.. هيا بنا جميعاً نعود إلى الله.. نرجع إلى الله.. وهو أحكم الحاكمين.. يا حكام البلاد في البلدان العربية ولا نقول أكثر مما قاله الله تعالى في كتابه: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) صدق الله العظيم.
أحمد عبدربه علوي
نعم نعم.. كلنا نبكي!! 1494