تجمع الإصلاح كان ولازال حزباً بحجم الوطن، حزباً ناضل عقدين من الزمن وها هو في عقده الثالث لم يكل أو يمل ولم يصاب بالإحباط والغفلة واليأس، وصل إلى السهل والجبل والى الريف والحضر لم يغفل عن شجرة ولا حجر ولا جماد ولا بشر، زأر الشيخ والعامل وربى الشباب وبقي مع المعلم والطبيب، ونسق مع الطالب المنتظر بل سعى إلى إعطاء المرأة كل ما لزم وتكلم عن حياة الفقراء والمساكين ولم يغفل عن أهل السحت من أي نفر, تكلم فأوفى وأوفى فصدق وكان كل همة هو هم هذا الوطن.
الوطنية ديدنه وعنوانه والسلمية شعاره والخير طريقه وقول الحق وسامة، اذا ضرب الباطل أوجع وإذا تكلم بالحق أسمع وإذا مشى إلى بناء اليمن أسرع، التزم الصمت لمن أساء له وقدم النصح لمن يستحقه، وانتصر لمن ظلم، يأخذ بالعفو ويأمر بالعرف ويعرض عن الجاهلين، قال للباطل أسقط فسقط بفضل الله وللحق قف فوقف بتوفيق من الله، يرمى بالحجر فيرد بأجمل الطيب والثمر شامخ الهامة وعالي القمة وقائد المسيرة, كذب من قال إنه إقصائي وأثبتت الأيام أنه عنوان للشراكة ومازال وشعاره ما ذهب إليه أحد قادته الأفذاذ الشهيد الزبيري (بحثت عن هبة أحبوك يا وطني.....فلم أجد لك إلا قلبي الدامي ) جُرح فصبر وفاز فأنتصر وتأهل فشكر وحكم فعدل, رماه قومه فقال: اللهم أغفر لقومي فإنهم لا يعلمون وعندما علموا رفعوه فوق الرؤوس وهم يقولون (الشمس رمزي والتجمع فكرتي وبدون شكً أنني إصلاحي) سار بخطىً ثابتة ورؤى واضحة وقيادة واعية ورسالة سامية وعقيدة راسخة مستنيرة ربانيةً وسطيةً خالدةً شاملة أحترم أهله الجندية فأتقنوا القيادة, لم تنسيهم السياسية عن العبادة بل جعلوا من السياسة طريقاً للتحقيق مبادئ الشريعة فأصبح رئيس تحرير الصحيفة خطيب أكبر جامع في المدينة، وشيخ القبيلة يطالب بدولة مدنية حديثة والمرآة حاضرة في كل الدوائر الأهلية والحكومية وطالب الثانوية من أوائل الجمهورية، أجتهد فأخطأ فكان له أجر وأجتهد فأصاب فكان له أجرأن, سعى إلى الشراكة فتكلم عنه الاقصائيون، وطالب بالعدل والحرية والديمقراطية فحاربه الظلمة والعبيد وعشاق الدكتاتورية, وتبنى منهج الوسطية فرماه دعاة التطرف واليسارية, أحبّ محمداً وأهله وأصحابه فتآمر عليه الروافض ودعاة أهل المجوسية, فكأن شعاره (ماذا يصنع أعدائي بي مادام الله ناصري ومعيني ) وقول الشيخ القرضاوي
ضع في يدي القيد ألهب أضلعي بالسيف ضع عنقي على السكين
لن تستطيع حصار فكري ساعة أو نزع إيماني ونور يقيني
فالنور في قلبي وقلبي في يدي ربي وربي ناصري ومعيني
سأعيش معتصماً بحبل عقدتي وأموت مبتسماً ليحيى ديني
أمجد الجحافي
هكذا عرفناه خلال 23عام 1192